بيان اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية 2020
World Day for Safety and Health at Work 2020
#احم نفسك وزملاءك؛ باتباع القواعد الصحية وتدابير الوقاية الشخصية في مكان العمل
اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية | 28/04/2020
جائحة كوفيد-19 تهدد أماكن العمل
يواجه العالم بأسره اليوم تهديداً صحياً خطيراً سيكون له آثار مباشرة وبعيدة المدى على اقتصاديات الدول المتضررة؛ بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) ، وشكلت هذه الجائحة تحدياً للحكومات وأصحاب العمل والعمال في مواجهة تداعياتها السلبية على الصحة العامة وصحة وسلامة العمال وعلى أسواق العمل، وانعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية على المجتمعات.
حماية صحة وسلامة العمال من أولوياتنا..
في هذه المرحلة الحاسمة من كفاح أطراف الإنتاج الثلاث في الدول العربية للقضاء على تفشي فيروس كورونا في مجتمعاتنا، تضع منظمة العمل العربية ضمن أولوياتها حماية صحة وسلامة العمال في مكان العمل؛ وذلك ترسيخاً لهدف المنظمة الأساسي في حماية حياة العمال وصحتهم، وتحسين ظروف وشروط العمل، والنهوض بمستوى الصحة والسلامة المهنية على المستوى العربي، ولخدمات الصحة والسلامة المهنية دور أساسي وفعال في الحد من انتشار فيروس الكورونا المستجد، والتخفيف من آثار هذه الجائحة من خلال الاستمرار في تقديم خدمات الصحة المهنية الأساسية، وتبني الممارسات الآمنة في جميع أماكن العمل بغض النظر عن حجم المنشأة الاقتصادية، وهو مايضمن بيئة عمل آمنة وصحية لكافة العمال والذي ينعكس بدوره في الحد من انتقال الفيروس من مكان العمل إلى أسرهم ومحيطهم الاجتماعي.
لأصحاب العمل دور هام في الاستجابة لجائحة كورونا
إن قيام أصحاب العمل باعتماد نظم إدارة المخاطر، ووضع السياسات وخطط الاستجابة للطوارئ، واتخاذ الإجراءات الاحترازية، وتدابير الوقاية واعتماد وسائل السيطرة الهندسية والإدارية الفعالة في مكان العمل ؛ سيساهم في الحفاظ على استمرارية العمل ومواصلة الإنتاج، وخاصة في القطاعات الأساسية التي لم يتوقف نشاطها بسبب جائحة كوفيد -19، فهناك العديد من القطاعات التي لاتزال تمارس نشاطها الاقتصادي بالرغم من الإغلاق الكامل للعديد من الأنشطة الاقتصادية في الدول العربية، فعلى سبيل المثال: قطاع الرعاية الصحية، وتصنيع الأدوية وقطاع الزراعة والصناعات الغذائية، وقطاع الغزل والنسيج لتأمين مستلزمات المستشفيات، والصيادلة وعمال التعبئة والتغليف والإمدادات الطبية والغذائية والبيع بالتجزئة، والمرافق العامة، وموظفو المصارف، وشركات الاتصالات، ونقل وتسليم البضائع، والتوصيل للمنازل، وعمال النظافة وجمع النفايات….. إلخ وجميعهم عمال في الخط الأمامي في مواجهة خطر التعرض للإصابة بفيروس كورونا المستجد.
ترتيب المهن بحسب الخطورة
يمكن تصنيف المهن من حيث خطورة تعرض العاملين بها للإصابة بالفيروس إلى:
مهن ذات خطر تعرض عال جداً:
* العاملون في مجال الرعاية الصحية (مثل: الأطباء والممرضين وأطباء الأسنان والمسعفين والمساعدين وفنيي الطوارئ الطبية)
* موظفو الرعاية الصحية والمختبرات الذين يقومون بجمع العينات من المرضى المصابين أو المشتبه بإصابتهم.
مهن ذات خطر تعرض عال:
* مقدمو الرعاية الصحية وموظفو الدعم الذين قد يدخلون غرف المرضى المصابين.
* عمال النقل (سائقي سيارات الإسعاف المغلقة).
مهن ذات خطر تعرض متوسط:
* وتشمل المهن التي تتطلب تماس مباشر ومتكررمع الأشخاص المشتبه بإصابتهم بالمرض لمسافة أقل من متر (على سبيل المثال: البيع بالتجزئة)
مهن ذات التعرض الأقل للخطر (مع اتخاذ الحيطة والحذر):
* حيث لا يحتاج العاملون بهذه المهن التواصل المباشر مع الأشخاص المصابين أو المشتبه بإصابتهم بالمرض أو مخالطتهم في مسافة تقل عن متر واحد، ولديهم تماس مهني ضئيل جداً مع الجمهور والزملاء في العمل.
العاملون في قطاع الرعاية الصحية… خط دفاعنا الأول
يعد العاملون في قطاع الرعاية الصحية من أطباء وممرضين وفنيين خط الدفاع الأول في مواجهة فيروس كورونا والحد من انتشاره، وهم الفئة الأكثر تعرضاً لخطر انتقال العدوى من جراء التعامل مع المصابين أو المشتبه بإصابتهم بالفيروس،ويتطلب الحفاظ على صحتهم التقيد الكامل بتدابير الوقاية الشخصية وتأمين بيئة عمل آمنة وملائمة للإجهاد المهني جراء ساعات العمل الطويلة، ناهيك عن مخاطرتهم بحياتهم في ظل ضغوط عمل قاسية لإنقاذ حياة الناس، في ظل نقص أعداد الكوادر الصحية التي يمكن أن تستجيب لجائحة خطيرة بهذا الحجم على مستوى العالم، ولعل مسؤولي الصحة والسلامة المهنية في القطاع الصحي لهم دور هام ويواجهون اليوم أكبر تحدي في الحفاظ على بيئة عمل آمنة وصحية للجيش الأبيض.
اتفاقيات العمل العربية أكدت على حماية صحة العمال في مكان العمل
تضمنت الاتفاقيات الصادرة عن منظمة العمل العربية العديد من الأحكام التي تعزز من صحة وسلامة العمال في مكان العمل؛ نذكر منها:
الاتفاقية العربية رقم 7 لعام 1977 بشأن السلامة والصحة المهنية
المادة 5 : يجب العمل على توفير السلامة والصحة المهنية وتحقيق ظروف إنسانية للعمل الآمن عن طريق: حماية العامل من أخطار العمل والآلات وحمايته من الأضرار الصحية، وضع الاشتراطات اللازمة لتحسين بيئة ووسائل العمل، توعية وتدريب العاملين على وسائل السلامة وتوفير أدوات الوقاية الشخصية، وتدريب العمال على استخدامها، تدارك ماقد ينشأ من أضرار تصيب العامل صحياً أو اجتماعياً نتيجة عمله والعمل على معالجتها ومعالجة ما يتخلف عنها.
المادة 7 : يجب الاهتمام بإنشاء أجهزة خدمات الصحة والسلامة المهنية في المنشآت التي يحددها تشريع كل دولة، وذلك للإشراف على جميع ظروف العمل التي تؤثر على سلامة وصحة العمال والقيام بالتثقيف الصحي والتوعية الوقائية
الاتفاقية العربية رقم 13 لعام 1981 بشأن بيئة العمل
المادة 4: يجب أن تتوافر في أماكن العمل الشروط الصحية،خاصة من حيث النظافة والسلامة من التلوث بالعوامل الحية المسببة للأمراض كالجراثيم والحمات الراشحة (الفيروسات)
المادة 11: يعهد إلى أجهزة السلامة والصحة المهنية العاملة في كل دولة بمهام الإشراف على بيئة العمل، إذا لم تتوافر في دولة معينة أجهزة للسلامة والصحة المهنية ينبغي إحداث أجهزة خاصة تتولى مهام الإشراف على بيئة العمل.
تفعيل دور لجان الصحة والسلامة المهنية للحد من انتشار المرض
تلعب لجان الصحة والسلامة المهنية في المنشآت دوراً أساسياً وفاعلاً في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد في مكان العمل، من خلال التوجيه والإرشاد والتوعية والتثقيف الصحي وتوصيل المعلومات الموثوقة للعمال والإدارة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة وتكذيب الشائعات، ومساعدتهم في فهم المرض وأعراضه وتدريب العمال على التدابير الوقائية، والطرق الصحية في الحفاظ على التباعد الجسدي لمسافة “لا تقل عن مترين” عند التعامل مع الزملاء والعملاء في العمل ، وكيفية استخدام وسائل الوقاية الشخصية اللازمة وطرق صيانتها والتخلص منها، واتباع القواعد الصحية الشخصية مثل غسل اليدين بالماء والصابون أو فركها بالسوائل المطهرة باستمرار، وحماية الجهاز التنفسي، وتنظيف المكاتب وأسطح العمل…. وطرق العزل الذاتي في حالة الشعور بأعراض المرض، ولهم دور هام أيضاً في مشاركة أصحاب العمل في عملية تقييم مخاطر بيئة العمل، والتخطيط لأساليب العمل البديلة، وتشجيع العمل عن بعد إن كان ممكناً، وتنظيم ساعات العمل والمناوبات؛ وكذلك في وضع السياسات وخطط الوقاية والاستجابة في حالات الطوارئ؛ لاحتواء الأزمة والحد من انتشار الفيروس.
الحوار الاجتماعي أداة فعالة في مواجهة الجائحة
إن هذه الأزمة الصحية العالمية تحتاج إلى تعزيز الحوار الاجتماعي بين الحكومات والشركاء الاجتماعيين على المستويين الوطني والعربي ؛ للاتفاق على تدابير عملية لاحتواء انتشار الفيروس في مكان العمل لدى الشركات التي لا تزال قيد الإنتاج، كما تتطلب تضافر الجهود والتعاون والتنسيق بين أطراف الإنتاج الثلاثة والمنظمات العربية والاقليمية والدولية ذات الصلة، والجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني؛ للحد من انتشار الوباء، والتخفيف من تداعياته اجتماعياً واقتصادياً.