ورشة عمل تدريبية حول تفتيش العمل والصحة والسلامة المهنية

إيماناً مـن منظمـة العمـل العربيـة بأهميـة وجـود منظومـة فعالـة ومتكاملـة لتفتـيش العمـل والصـحة والسلامة المهنية باعتبارها أساس وضمان للتنفيذ العادل للأحكام الواردة فـي معـايير العمـل العربيـة، وإدراكاً منها بأن التغيرات الجذرية التي طرأت على عـالم العمـل خـلال العقـود القليلـة الماضـية، بسـبب التطــورات الاقتصــادية والاجتماعيــة والتكنولوجيــة وآخرهــا الصــحية، تتطلــب مراجعة اللوائح الوطنية، وتحديث وتطوير أساليب التفتيش المتبعة لإنفـاذ القـوانين، والتأكد من مدى نجاعتها في تحقيق الامتثال الشامل للمنشآت الاقتصادية، فالتحولات الكبيرة التي طرأت على عالم العمل نتيجـة التطـور التكنولـوجي والثـورة الرقميـة، أدت إلـى تكـريس أنمـاط جديـدة للعمـل وتقنيـات مسـتجدة، أوجدت علاقات عمل غيـر تقليديـة، وتسـببت فـي تغيـر طبيعـة المهـن وعقـود العمـل، وفرضـت مخـاطر مهنية جديدة وناشئة؛ مما ضاعف من التحديات الموجودة في الأنماط التقليدية، وزاد مـن تعقيـد مهام مفتشي العمل والصحة والسلامة المهنية.
وقد ازداد الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال جائحة كورونا حيث اضطرت العديد من المنشآت أن تلجأ إلى ترتيبات عمل بديلة أتاحتها التكنولوجيا ووسائل التواصل الرقمي، فسرعت الإجراءات الاحترازية الصحية المتخذة مع بداية 2020 من استخدام أنماط العمل الجديدة، وخاصة العمل عن بُعد، لضمان استمرارية بعض قطاعات الأعمال؛ تبعاً لطبيعة الوظائف والمهام. وهذا يستدعي التحرك السريع لتنظيم علاقات العمل في هذه الأنماط الجديدة للحد من آثارها السلبية على وظائف المستقبل، وتطوير آليات تفتيش العمل والصحة والسلامة المهنية، وتفعيل دور الشركاء الاجتماعيين في تعزيز الامتثال لمعايير العمل العربية والدولية.
وتسعى منظمة العمل العربية من خلال ورشة العمل التدريبية التي تستهدف مفتشي العمل والصحة والسلامة المهنية إلى تعزيز مبادئ العمل اللائق، والعمل على ضمان وظائف منتجة ومستدامة، من خلال دعم مفتشيات العمل والصحة والسلامة المهنية لتحديث اللوائح وتطوير آليات ونماذج تفتيش تتواءم مع متغيرات عالم العمل، وحث الشركاء الاجتماعيين على تحسين الامتثال للقوانين والتشريعات الوطنية،