الدورة التدريبية حول “التحول الأخضر واقتصاديات الطاقة في العالم العربي: مسار للنمو والاستدامة”

يشهد العالم اليوم تحولاً جذريا في العلاقة بين التنمية والبيئة، حيث باتت التحولات المناخية تمثل تحديا كبيـر أمام الاقتصادات الوطنية، لاسيما في الدول العربية الـتي تواجه ضغوطًا مزدوجة من تغـير المناخ وشـح الموارد.

وفي هذا السياق، يُعد التحول الأخضر نهجا استراتيجيا لتحقيق النمو المستدام والتمكين الاجتماعي، عـبر إعادة هيكلة الأنشطة الاقتصادية لتصبح أكـثر كفاءةً في استخدام الموارد وأقل أثراً على البيئة، بما يحقق التكامل بين أهداف التنمية المستدامة (SDGs) وأجندة العمل اللائق والنمو الاقتصادي (الهدف 8).

يستند مفهوم الاقتصاد الأخضر إلى إعادة توجيه الاستثمارات نحو أنشطة اقتصادية تُحسّن نوعية حياة الإنسان على المدى الطويل دون المساس بحقوق الأجيال القادمة في الموارد والبيئة. وتبرز أهمية هذا المفهوم بشكل خاص في الدول العربية نظرا لاعتماد العديد من اقتصاداتها على القطاعات الريعية والاستخدام المكثّف للطاقة الأحفورية.

في ظل هذه المعطيات، وتجسيدا لرؤية ونهج منظمة العمل العربية القائم أساسا على الحوار الاجتماعي الثلاثي، تأتي هذه الدورة التدريبية كمبادر لتؤكد على أهمية التحول نحو الاقتصاد الأخضر باعتباره أحد العناصر الحيوية لإعادة تعريف مسار النمو والتنمية ليكون أكـثر شمولًا وإنصافاً واستدامة. بما يكفل تكامل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتعليمية/المهارية في عملية التحول، وبما يجعل من الاستثمار في الموارد البشرية والطاقة النظيفة والابتكار الأخضر جسورا لاستقرار أسواق العمل وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتمكين الأجيال الحاضرة والقادمة في المنطقة العربية وذلك لصالح اللجنة الوطنية للجان العمالية بالمملكة العربية السعودية.