الندوة العربية حول : تنقل الكفاءات والأدمغة العربية … فرص تنموية عربية

تعدُ ظاهرة تنقل الأدمغة والكفاءات، ظاهرة أملتها ظروف الحياة وشجع عليها تفاوت التقدم الاقتصادي بين الدول ،ونتج عن ذلك العديد من العوامل التي ساعدت على تفاقمها وظهور بعض الآثار السلبية على واقع التنمية في الدول العربية ، التي لا تقتصر بدورها على واقع ومستقبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية بل امتدت إلي كافة القطاعات المتصلة بالعنصر البشري. ومثلت معضلة تنقل الأدمغة والكفاءات العربية تحديا أمام أصحاب القرار في دولنا، لاسيما وأن دول العالم المتقدم اعتبرت (المعرفة العلمية) ثروة وقوة ،وهو ما أدى  إلى استمرار جذب الأدمغة والكفاءات العربية في الدول المستقبلة للكفاءات ،وأدى في الدول المصدرة للكفاءات إلى نقص الكوادر العلمية اللازمة لدمج التطور الاقتصادي والاجتماعي، مما أثر بشكل مباشر على مستوى رفاهية الأفراد وصعوبة خروج الدول العربية من أزماتها ورفع معدلات نموها الاقتصادي .

ويمثل تنقل الأدمغة والكفاءات، دافعاً للدول لزيادة الاستثمار في رأس المال البشري من جهة وأملاً للأفراد في الحصول على فرص لتحقيق مستويات دخول أعلى  من جهة أخرى ،و تعد العلاقة  بين تنقل الأدمغة والكفاءات والنمو الاقتصادي علاقة مترابطة ، تؤدي إلى تسهيل عمليات تبادل السلع وعوامل الإنتاج والمعرفة بين الدول المصدرة والمستقبلة للكفاءات.

 كما يساهم تنقل الكفاءات والأدمغة في انتشار التكنولوجيا ،عبر إقامة شبكات اتصال تنقل من خلالها العلوم والأعمال ، هذا إضافة إلى تشجيع التجارة وإقامة مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر.كما لا تزال  العوامل الاقتصادية تحتل الأولوية في التأثير المباشر على  تنقل الكفاءات.

في هذا الإطار تسعى منظمة العمل العربية إلى التعرف علي مدى تأثير تنقل الأدمغة والكفاءات العربية في مستوى معدلات النمو الاقتصادي ، وهوما يدعو إلى  العمل على استقطاب الكفاءات والاستفادة منها.