فى ضوء ما شهدته المنطقة العربية من أحداث فى السنوات الأخيرة والتى كانت لها تداعياتها المباشرة على مختلف المجالات خاصة تلك التى تتمثل فى توفير فرص العمل و تطوير التعليم والتدريب المهنى والقدرة على مواكبة التطورات التقنية والتكنولوجية ووضع السياسات التى تخدم حاجيات أسواق العمل وتدعم ايجاد فرص عمل ملائمة وتحد من تفاقم معدلات البطالة التى تظل أبرز التحديات التى تواجه المنطقة خاصة بين فئة الشباب من حملة المؤهلات الجامعية ، والتى امتدت اثارها ايضا إلى مستوى معدلات الأنتاجية التى لم تٌحقق ما نطمح اليه.
وفى ظل هذه المعطيات يلتقى اطراف الإنتاج الثلاثة فى الوطن العربى فى الدورة (44) لمؤتمر العمل العربى فى الفترة من 9- 16 ابريل/ نيسان2017 التي تعقد بالقاهرة برعاية كريمة من فخامة الرئيس / عبد الفتاح السيسى – رئيس جمهورية مصر العربية الداعمة دائما للعمل العربى المشترك ومؤسساته المتخصصة ، وعلى مدى مسيرة المنظمة لما يزيد عن خمسين عاما يمثل مؤتمر العمل العربى بحضور أطراف الإنتاج الثلاثة والأتحادات المهنية والنوعية والمنظمات العربية والدولية منبرا للحوار الأجتماعى الهادف والبناء حول القضايا التى يناقشها المؤتمر.
حرصت المنظمة من خلال القضايا المطروحة ان تكون من بينها القضايا الملحة التى تحتاج الى تقديم رؤية متخصصة بالإضافة الى مسايرتها للتوجهات العالمية التى اتفق عليها العالم لتنفيذ برامج وخطة أهداف التنمية المستدامة 2030 والتى تم اعتمادها فى ديسمبر من العام الماضى ، الأمر الذى أملى علينا ان يكون تقرير المدير العام المقدم لهذه الدورة حول ” التدريب المهنى ركيزة اساسية لأستراتيجيات التنمية المستدامة 2030 فى الوطن العربى ” الذى نأمل من خلاله ان يكون تقريرا لأعادة الأمل فى تنمية قدرات الموارد البشرية العربية من خلال التركيز على التدريب الجيد والتسلح بالمهارات والكفاءة اللازمة التى تؤهل للدخول لأسواق العمل العربية.
وفى سياق متصل يستعرض المؤتمر بندين فنيين الأول حول “ريادة الأعمال ودورها فى التنمية والنهوض بالتشغيل “ الذى يعد من موضوعات الساعة المرتبطة بريادة الأعمال وترسيخ قيمة ثقافة العمل وتدعيم روح الإبتكار والتجديد لدى الشباب العربى ، والثانى حول ” تعزيز دور المرأة العربية فى تنفيذ برامج التنمية المستدامة “ الذى يستهدف الإستثمار فى قدرات المرأة وإعطائها فرصا متساوية فى العمل لتمكينها من الإسهام فى برامج النمو الإقتصادى ذات العلاقة ببرامج التنمية المستدامة ، إضافة الى ذلك يستعرض المؤتمر عددا من البنود التى تقدم تقريراً واضحاً عن التقدم المحرز فى العقد العربى للتشغيل واللجان النظامية للمنظمة المعنية بالحريات النقابية والخبراء القانونيين وشئون عمل المرأة العربية ، وعلى صعيد توحيد الرؤى العربية يناقش المؤتمر مذكرة المدير العام لمكتب العمل العربي للدورة 106 لمؤتمر العمل الدولى .
والجدير بالذكر ان الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر سوف تشهد اطلاق الإصدارة الألكترونية الأولى للشبكة العربية لمعلومات أسواق العمل لإعتمادها من قبل الدول العربية الأعضاء خاصة وان هذه الأصدارة تنتهج اسلوب متطور يعتمد على منهجية البيانات الضخمة ( Big Data ) فى تطوير آليات نقل وتبادل البيانات والأحصاءات والمعلومات بين الدول .
ونأمل ان يصدر عن المؤتمر فى ختام أعماله نتائج وقرارات تثرى من الجهود المبذولة لخدمة أهداف ومتطلبات أطراف الإنتاج فى الوطن العربى ولصالح الطبقة العاملة العربية تحقيقا لأهداف منظمة العمل العربية المرسومة فى الميثاق العربى للعمل ودستور المنظمة .