منظمة العمل العربية تنظم دورة تدريبية لصالح اللجنة الوطنية للجان العمالية

عقدت منظمة العمل العربية في دولة الكويت، يومي 9–10 ديسمبر/كانون الأول 2025، دورة تدريبية بعنوان: “التحول الأخضر واقتصاديات الطاقة في العالم العربي: مسار للنمو والاستدامة”، لصالح اللجنة الوطنية للجان العمالية في المملكة العربية السعودية، بمشاركة 17 عضواً من أعضاء اللجان العمالية، وبحضور معالي الأستاذ فايز علي المطيري، المدير العام لمنظمة العمل العربية، والمهندس ناصر عبد العزيز الجريد، رئيس اللجنة الوطنية للجان العمالية في المملكة.

في كلمته الافتتاحية، رحّب معالي الأستاذ فايز المطيري بالسادة المشاركين في دولة الكويت الحبيبة، مؤكداً أن التحول الأخضر أصبح ركيزة أساسية لاستقرار أسواق العمل وحماية الاقتصادات من مخاطر تغيّر المناخ، وما يصاحبه من فرص واسعة لإيجاد وظائف خضراء جديدة في مجالات الطاقة المتجددة والاقتصاد الدائري والتقنيات البيئية.

وأوضح معاليه أن مفاهيم “التحول” و”التغيير” قد تثير القلق لدى كثير من العمال خشية تأثيرها على الاستقرار الوظيفي، أو المكتسبات التي تحققت عبر سنوات طويلة، إلا أن التحول الأخضر يفتح آفاقاً حقيقية لفرص عمل نوعية، شريطة ضمان انتقال عادل يوفّر الحماية والدعم والتأهيل والتدريب اللازم للعمال للانتقال إلى وظائف خضراء مستدامة. كما أشار  “المطيري” إلى أن المملكة العربية السعودية تقدّم نموذجاً متقدماً في هذا المجال من خلال “رؤية 2030” ومبادرتي “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”.

وشدّد معاليه على أن منظمة العمل العربية تجعل من قضايا التحول الأخضر أولوية في خططها وبرامجها، مستعرضاً قرار الدورة الحادية والخمسين لمؤتمر العمل العربي بشأن إعلان المبادئ حول “تعزيز التنويع الاقتصادي والانتقال نحو الاقتصادات الواعدة”، الذي يعدّ الاقتصاد الأخضر أحد أبرز مكوّناته، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية الحوار الاجتماعي ودور اللجان العمالية في حماية حقوق العمال والمشاركة في صياغة مستقبل عمل أكثر عدالة واستدامة.

من جهته، عبّر المهندس ناصر عبد العزيز الجريد عن سعادته بانعقاد هذه الدورة في مدينة الكويت العزيزة، موجهاً شكره لمعالي المدير العام لمنظمة العمل العربية ولفريق عمل المنظمة على جهودهم في دعم برامج التدريب والعمل المشترك، مشيراً إلى أن توقيع بروتوكول التعاون بين المنظمة واللجنة الوطنية للجان العمالية لعام 2025 يمثّل محطة مهمة في مسيرة تطوير قدرات العمل النقابي والعمالي في المملكة، وتعزيز دوره في مواكبة التحولات الاقتصادية المستقبلية.

وأكد “الجريد” أن موضوع الدورة يأتي في وقت يشهد فيه العالم تحولاً عميقاً نحو الطاقة النظيفة وتقنيات الكفاءة والاستدامة، ولم تعد استراتيجيات التحول الأخضر خياراً بل ضرورة اقتصادية وتنموية لضمان استدامة الموارد وتعزيز تنافسية الاقتصادات. وأوضح أن المملكة العربية السعودية، في إطار “رؤية 2030″، تمضي بخطى واضحة نحو تنويع الاقتصاد، وخفض الانبعاثات، وتمكين التقنيات الخضراء، ودعم الوظائف المستقبلية التي تتطلب مهارات جديدة، ومعرفة عميقة بمتطلبات سوق العمل القادم، وأضاف: “هنا يأتي دور اللجان العمالية كعنصر فاعل في رفع الوعي، وتعزيز ثقافة الاستدامة، ودعم القوى العاملة في مسارات التدريب والتأهيل، وضمان انتقال عادل وآمن للوظائف ذات العلاقة بالطاقة والتحول البيئي.”

وفي ختام كلمته، توجّه بالشكر لمنظمة العمل العربية على التعاون المتميز، كما شكر المشاركين لحرصهم على التطوير، متمنياً أن تسفر هذه الدورة عن توصيات عملية تعود بالنفع على قطاع العمل والعمال.

هذا وناقشت الدورة التدريبية على مدار يومين محاور هامة أبرزها: واقع التحول الأخضر  واقتصاديات الطاقة وأثرهما على أسواق العمل، و آليات تعزيز التنمية الاجتماعية المستدامة في ظل التحول الأخضر. وتم توزيع شهادات التدريب المعتمدة من منظمة العمل العربية على جميع السادة المشاركين في نهاية أعمال الدورة التدريبية.

مواضيع ذات الصلة