“المطيري” في منتدى المرأة العاملة: “المرأةِ العربية والخليجية أحْرَزَتْ قَفَزات نَوْعِيَّة في مسيرة التَّمْكين والمشاركة الاقتصادية “
برعاية كريمة من معالي الأستاذ فايز علي المطيري، المدير العام لمنظمة العمل العربية، وبدعوة من الاتحاد العام لعمال الكويت عُقد منتدى المرأة العاملة..الواقع والتطلعات في دولة الكويت بتاريخ 17 يونيو-حزيران 2025، بحضور سعادة الشيخة جواهر إبراهيم الدعيج الصباح، مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان، وسعادة الشيخة فادية سعد العبدالله الصباح، رئيس مجلس الاتحاد الكويتي للجمعيات النسائية والمهندس ناصر الجريد رئيس اللجنة الوطنية للجان العمالية في المملكة العربية السعودية ورئيس المجلس التنسيقي للاتحادات واللجان العمالية الخليجية، وبمشاركة الهيئة العامة للقوى العاملة، والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومنظمة العمل الدولية، والمنظمة الدولية للهجرة، والمنظمة الدولية لتمكين المرأة وبناء القدرات، وغرفة تجارة وصناعة الكويت،ولجان المرأة العاملة في الاتحادات واللجان العمالية الخليجية،والاتحادات المهنية والنقابات العمالية الكويتية، ومركز الأسرة للاستشارات النفسية والاجتماعية والتدريب، والجمعية الكويتية لحقوق الإنسان، وجمعية المحامين الكويتية، وجمعية البناء البشري للتنمية الاجتماعية، ولجنة المرأة العاملة بالاتحاد العام لعمال الكويت، بالإضافة إلى عدد من الخبراء والناشطين.
واستهل “المطيري” كلمته بالترحّيب بالحضور الكريم في رحاب دولة الكويت، مشيدًا بريادتها في دعم المرأة، قائلاً: ” فالقيادةُ السياسيَّة برؤيتها الحكيمة والرَّشيدة، أدركتْ أنَّ نَهضةَ الأُمم تُبنى من خلال شراكةٍ فاعلة ومنصِفة للمرأة، فخصَّصتْ يومًا للمرأةِ الكويتيَّة (يُوافِقُ 16 مايو من كلِّ عام) تكريماً لمساهمتها في نهضةِ دولة الكويت.”
وحول انعقاد المنتدى، أشار معاليه أنه جاء تأكيدًا للدَّورِ البارزِ الذي قامتْ به المرأةُ الكويتيَّةُ خلالَ العقدينِ الماضيين، وما حقَّقتْهُ من مُكتسباتٍ في قطاعاتٍ مختلفة بالاجتهادِ والمثابرة، فكانت المُبادِرةَ وصانعةَ القرار. وأشار إلى حضور المرأة الخليجية في قائمة فوربس 2025 قائلاً: “نفخَرُ بوجودِها في قائمةِ ‘فوربس’ لأقوى 100 سيدةِ أعمالٍ عربية لعامِ 2025، والتي ضمَّتْ 64 سيدةً خليجية، منْهُنَّ ستٌّ كويتيات”. مضيفاً:” هذا التقديرُ المستحقّ، يُسجَّلُ للمرأةِ العربيةِ والخليجيةِ لما أَحْرَزَتْهُ مِنْ قَفَزاتٍ نَوْعِيَّةٍ في مسيرةِ التَّمْكين والمشاركة الاقتصادية خلالَ السنواتِ الأخيرة.”
وتحدّث “المطيري“عن التجربة الكويتية في تمكين المرأة حيث كانت سبَّاقةً في منحِ المرأةِ حقوقَها السياسيَّة، وتكريسِ مكانتِها في سوقِ العمل، وتشجيعِها على دخولِ مجالاتِ التعليمِ العالي، والمناصبِ القياديَّة، والسِّلكِ الدبلوماسيّ والقضائيّ، مقتبساً قول صاحبِ السُّموِّ أميرِ البلادِ الشَّيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح – حفِظَهُ اللهُ ورعاه –: “ممَّا يدعو للفخرِ مشاركةُ المرأةِ الكويتيَّة إخوانَها القضاة في أداءِ رسالتِهم السامية في خطوةٍ تاريخيَّة نحوَ تمكينِها من مشاركتِها في خدمةِ وطنِها في هذا المجالِ الحيويّ، ممَّا يعكسُ التزامَ دولةِ الكويت بتعزيزِ المساواة بين الكويتيين رجالًا ونساءً، والمساواةُ قرينةُ العدل، والعدلُ أساسُ المُلك والحُكم.”
كما شدّد على تطوير الحماية الاجتماعية ودعم النساء ذوات الإعاقة: “لابُدَّ لنا من تطويرِ أنظمةِ الحمايةِ الاجتماعيَّةِ… وإيلاء عنايةٍ خاصَّة بالنساءِ ذوات الإعاقة، عبرَ تسهيلاتٍ تشريعيَّةٍ وعمليَّة تُدمجَهُنَّ في مكان العمل باستقلاليَّة.”
وأشار إلى أن منظمةِ العملِ العربيَّة على مدى ستينَ عامًا، وضعت تمكينِ المرأة اقتصاديًّا واجتماعيًّا ضمنَ أولويَّاتِ عملِها، من خلالِ سعيِها الدَّؤوبِ لإيجادِ الإطارِ التشريعيِّ لبيئةِ عملٍ مستقرةٍ وملائمة، فأصدرت المنظمة الاتفاقيَّة العربيَّة رقم (5) لعام 1976 بشأنِ المرأةِ العاملة، وكذلك العديدَ من الاتفاقيَّات والتوصيات التي تضمَّنتْ أحكامًا أكَّدتْ على مبدأ تكافؤِ الفرص والمساواة في الأجر والتعليمِ والتدريب، ورعايةِ الأُمومة، وتوفيرِ ظروفٍ وشروطِ عملٍ آمنةٍ وصحيَّة. وأن المنظمة تُتابعُ أوضاعَ المرأةِ العربيَّةِ العاملة من خلالِ لجنةِ شؤونِ عملِ المرأةِ العربيَّة، والتي تُشكِّلُ إحدى أبرزِ آليَّاتِ المنظمةِ في متابعةِ قضاياها على مستوى السياساتِ والبرامجِ.
وفي ختام كلمته تقدم بالشكرِ الجزيلِ للاتحادِ العامِّ لعمالِ الكويت، وخصَّ بالذِّكرِ المهندس صباحَ عيدِ العقاب، رئيسَ الاتحادِ، وأعضاءَ المكتبِ التنفيذيّ، على الجهودِ التنظيميَّة المبذولة لإنجاحِ أعمالِ المنتدى، آمِلًا أن يخرُجَ المنتدى برؤيةٍ استشرافيَّةٍ موحَّدة، تُسهمُ في بناءِ مستقبلٍ تكونُ فيه المرأةُ العربيَّةُ والخليجية شريكةً أساسيَّةً في التنميةِ واتِّخاذِ القرار.
وختم كلمته بالقول: “فَنَحنُ هنا اليومَ لنُؤكِّدَ حقَّها بأُفُقٍ مفتوحٍ لطُموحاتِها، وبفرصةِ عملٍ تُتقنُ استثمارَها، ومكانةٍ اجتماعيَّةٍ واقتصاديَّةٍ تَستحقُّها.”
وفي بداية الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى وخلال كلمة المهندس صباح عيد العقاب، رئيس الاتحاد العام لعمال الكويت، التي ألقاها نيابة عنه الأستاذ عبدالرحمن العنزي نائب رئيس الاتحاد، أعرب عن ترحيبه بكافة المشاركين، مؤكدًا أن المنتدى يأتي انطلاقًا من إيمان الاتحاد العميق بأهمية دعم وتمكين المرأة العاملة في مختلف مواقع العمل والإنتاج. ووجّه شكره لمنظمة العمل العربية ممثلة بسعادة المدير العام السيد فايز علي المطيري، مشيدًا بما حققته المنظمة من إنجازات نوعية خلال العقد الأخير، في ظل القيادة الحكيمة والمواكِبة لمتغيرات عالم العمل في خطط المنظمة وأنشطتها. كما أثنى على الجهود التي تبذلها لجنة المرأة العاملة في الاتحاد، برئاسة الدكتورة سناء العصفور، معتبرًا أن المرأة ركيزة أساسية في تطور وازدهار الدولة والمجتمع. وأكد التزام الاتحاد باستمرار دعم المرأة وتمهيد الطريق أمامها لتكون في الصفوف الأمامية، متمنيًا للمنتدى التوفيق والخروج بتوصيات تسهم في الارتقاء بواقع المرأة العاملة وتطلعاتها.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية تسلم معالي الأستاذ فايز علي المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية درعاً تكريمياً تقديراً لجهوده المبذولة في دعم قضايا المرأة العاملة العربية.