“المطيري” يؤكد على ضرورة دمج الأمن السيبراني في برامج التمكين الاقتصادي للمرأة

في إطار سعي منظمة العمل العربية إلى دعم وتعزيز دور المرأة  العربية في ريادة الأعمال وتمكينها في الفضاء الرقمي، ورفع الوعي بأهمية الأمن السيبراني، وتنفيذاً لتوصيات لجنة شؤون عمل المرأة العربية في دورتها الثالثة و العشرين، عقدت منظمة العمل العربية ورشة تدريبية رقمية حول “الأمن السيبراني فهم المخاطر ومواجهة التحديات :نحو ريادة أعمال نسائية أكثر أماناً وتطوراً”، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 20 مايو/أيار 2025 عبر منصة زووم، بمشاركة عضوات لجنة شؤون عمل المرأة العربية و85 مشاركًا ومشاركة من أطراف الإنتاج الثلاثة، يمثلون 17 دولة عربية إلى جانب ممثلين عن جامعة الدول العربية وعدد من المنظمات العربية المتخصصة.

ومن خلال كلمة معالي السيد فايز علي المطيري، المدير العام لمنظمة العمل العربية التي ألقاها نيابة عنه الأستاذ/ إسلام سناء المشرف على إدارة الحماية الاجتماعية وعلاقات العمل، أكد على أهمية تعزيز وعي المرأة العربية بقضايا الأمن السيبراني كركيزة أساسية لتحقيق بيئة رقمية آمنة تمكّنها من لعب دور فاعل في الاقتصاد الرقمي.

وأوضح المطيري أن التحول الرقمي المتسارع يحمل فرصًا واسعة للمرأة العربية، خاصة في مجال ريادة الأعمال، لكنه يُقابَل بتحديات متنامية تهدد خصوصيتها وسلامتها الرقمية، وأكد أن الابتزاز الإلكتروني، وانتهاك الخصوصية، وسرقة الهوية، باتت من التهديدات المتزايدة التي تمسّ جوهر حضور المرأة في الفضاء الرقمي.

وشدد معاليه على ضرورة دمج الأمن السيبراني في برامج التمكين الاقتصادي للمرأة، داعيًا إلى اعتماد استراتيجيات شاملة تتضمن التعليم والتدريب، وتوفير التمويل، وتوسيع شبكات الدعم.

وأضاف المطـيري أن تمكين المرأة في المجال الرقمي لا يمكن أن يتحقق إلا بتوفير بيئة تشريعية عادلة، وبنية تحتية تكنولوجية، وثقافة واعية بأهمية الحماية الرقمية، مؤكداً على دور المنظمة في تنمية مهارات رائدات الأعمال، وتعزيز قدراتهن على حماية أعمالهن وهوياتهن الرقمية.

وتوجه معاليه بتحية تقدير وإجلال للمرأة الفلسطينية، واصفًا إياها بـ”القامة النضالية ورمز الثبات والعطاء”، مؤكدًا أن دعمها واجب إنساني وتنموي.

كما أعرب معالي المدير العام عن تطلعه في أن تكون هذه الورشة نقطة انطلاق لسلسلة من المبادرات النوعية التي تضع المرأة العربية في صميم التحول الرقمي، داعيًا إلى تضافر الجهود من أجل مستقبل رقمي أكثر عدالة وأمانًا وشمولًا.

وقدّمت الأستاذة الدكتورة/ ماريان عازر الخبيرة العربية والدولية في علوم التكنولوجيا عرضًا تفصيليًا تناول التحديات السيبرانية التي تواجه النساء في الفضاء الرقمي، مؤكدة أن التحول الرقمي، على الرغم من كونه أداة للتمكين الاقتصادي، إلا أنه يكشف عن ثغرات أمنية قد تعيق المرأة عن المضي قدمًا في ريادتها. ونبّهت إلى أن النساء أكثر عرضة لجرائم الابتزاز وسرقة الهوية والاحتيال المالي، مما يحتم دمج الأمن السيبراني كأولوية قصوى في جميع برامج التمكين الرقمي والاقتصادي للمرأة العربية.

وتناولت الورشة التدريبية مجموعة من المحاور الرئيسية، من أبرزها:

  • التعريف بمبادئ الأمن السيبراني وأهميته في حماية الحسابات والبيانات.
  • استعراض أنواع الجرائم الإلكترونية التي تستهدف النساء وسبل مواجهتها.
  • تقديم أدوات وتقنيات الاستخدام الآمن للإنترنت.
  • التوعية بالروابط والمواقع المزيفة والأنشطة الإلكترونية الضارة.
  • التعريف بالإطار القانوني والتشريعي للجرائم الإلكترونية في السياق العربي.

كما تم التأكيد خلال الورشة على أهمية تطوير سياسات وطنية داعمة لريادة الأعمال النسائية في القطاعات التقنية، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وضرورة تسخير هذه القطاعات لخدمة التنمية الشاملة.

وقد شهدت الورشة تفاعلًا واسعًا من المشاركين والمشاركات، الذين عبّروا عن تقديرهم للجهود التي تبذلها منظمة العمل العربية في تنظيم ورش العمل النوعية، التي تُلامس احتياجات المرأة العربية وتواكب تحديات سوق العمل في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة. وتساهم في تعزيز ريادة الأعمال النسائية.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الورشة التفاعلية تعدُّ جزءًا من سلسلة مبادرات منظمة العمل العربية الرامية إلى دعم قدرات النساء في قيادة المستقبل الرقمي، تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة.

"المطيري" يؤكد على ضرورة دمج الأمن السيبراني في برامج التمكين الاقتصادي للمرأة

مواضيع ذات الصلة