في يوم العمال العالمي، نرفع أسمى معاني العرفان والامتنان في رسالة فخر واعتزاز وتقدير إلى كل عامل وعاملة في الوطن العربي، فهم حجر الأساس ومعاول البناء التي ترسي قواعد نهضة مجتمعاتنا، وتدفع عجلة اقتصاداتنا نحو النمو والازدهار لتسير بنا جميعًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
إننا في منظمة العمل العربية، نضع ضمن أولوياتنا التحديات الراهنة التي تواجه الطبقة العاملة في الدول العربية، جراء المعوقات والصعوبات التي تحول دون انخراطهم في سوق العمل، وخاصة مع التطورات التكنولوجية السريعة والتحولات العميقة في طبيعة الوظائف والمهن وأنماط العمل، فضلاً عن تحدي المهارات وعدم مواءمة المؤهلات العلمية مع احتياجات أنماط العمل الجديدة، وتسعى المنظمة بالتنسيق مع الشركاء الاجتماعيين على توحيد الجهود على المستوى العربي لمواجهة هذه التحديات وضمان توفير فرص عادلة ومنصفة للجميع، حيث أصدرت الدورة الخمسون لمؤتمر العمل العربي إعلان المبادئ “مستقبل الموارد البشرية في ظل الثورة التكنولوجية”، والذي يدعو للعمل على تطوير برامج تعليمية وتدريبية مبتكرة تساهم في رفع كفاءة عمالنا وتأهيلهم لمواكبة متطلبات سوق العمل المتغيرة، والسعي لإيجاد حلول مبتكرة توفر فرص عمل جديدة، وتحسن ظروف وشروط العمل، وتعزز وترسخ منظومة متكاملة وشاملة للحماية الاجتماعية لكافة العاملين، وتسهم في بناء مستقبل عمل تسوده العدالة والمساواة، يضمن التنمية المستدامة والرفاهية لكل فرد في مجتمعاتنا.
هذا العام ليس كغيره من أعوام مضت فمع إحياء ذكرى يوم العمال العالمي، هناك عمال قضوا وآخرون تحت الأنقاض، وعمال أسرى وجرحى ومصابين في قطاع غزة يرزحون تحت نير العدوان الهمجي المتواصل على مدى سبعة شهور ، فقوى الظلم والطغيان دمرت ما بنته سواعد عمال غزة على مر السنين، فبغطرستهم وأدوا كل أشكال الحياة على تلك الأرض المباركة حتى أحلام سكانها وطموحاتهم، فلن تستطيع الكلمات أن تفي صمودهم الأسطوري وجهودهم المضنية وتضحياتهم الجليلة في ظل تردي الأوضاع المعيشية وتفاقم الظروف الصحية ناهيك عن التحديات البالغة التعقيد الموجودة منذ عقود داخل الأراضي العربية المحتلة، حيث تفرض القيود السياسية والاقتصادية التي تفرضها دولة الاحتلال أعباءً لا تُحتمل على كاهل العمال في فلسطين والأراضي العربية المحتلة، محولةً إيجاد فرص عمل كريم ولائق إلى مهمة شبه مستحيلة. وفي هذا اليوم المبارك نؤكد التزامنا في منظمة العمل العربية بموقفنا الثابت والمبدئي تجاه قضيتنا الأم وعمالنا في فلسطين الحبيبة وغزة الصامدة، “فتحية إجلال وإكبار إلى عمالنا الصامدين الصابرين المرابطين على أرض فلسطين، وتحية شموخ وإباء إلى حرائر فلسطين العاملات بكل الميادين.. تحية إلى نبراس التفاني والعطاء وحب الوطن…تحية لمن يتكبدون العناء والمعاناة من أجل قهر الظلم والاستبداد ليعيشوا هم وأسرهم حياة كريمة على أرضهم وأرض أجدادهم”.