مؤتمر العمل العربي يختتم أعماله
اختتم مؤتمر العمل العربي دورته التاسعة والأربعين يوم الخميس الموافق 25-05-2023 والذي عقد برعاية كريمة من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبرئاسة الجمهورية الإسلامية الموريتانية بحضور 20 وزيراً ورئيس وفد و 369 مشاركاً من أطراف الإنتاج الثلاثة في 21 دولة عربية.
استهلت الجلسة الختامية أعمالها بكلمة لرئيس فريق العمال السيد جمال قادري/ رئيس الاتحاد العام لعمال سورية تقدم خلالها بجزيل الشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية على تكرمه برعاية الدورة 49 لمؤتمر العمل العربي، والذي يعكس مدى اهتمام مصر قيادة وحكومة بدعم العمل العربي المشترك، كما شكر معالي وزير القوى العاملة ممثل راعي المؤتمر، وسعادة السيد رئيس المؤتمر على حسن إدارته وحكمته المتميزة، هذا ورحب باسم فريق العمال بعودة الجمهورية العربية السورية إلى شغل مقعدها في جامعة الدول العربية، واستئناف مشاركة الوفد الحكومي في مؤتمر العمل العربي برئاسة معالي السيد لؤي عماد الدين المنجد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، وتقدم بخالص التهنئة لسعادة الأستاذ فايز علي المطيري على نجاح أعمال المؤتمر بفضل جهوده المبذولة مع فريق عمله في الإعداد والتحضير والتنظيم وتيسير جلسات المؤتمر، مشيداً بإنجازات المنظمة وأنشطتها التي روعي فيها القيمة النوعية والتوزع الجغرافي، متمنياً له دوام التوفيق والسداد لتبقى منظمة العمل العربية في طليعة منظمات العمل العربي المشترك. وثمن فريق العمال ما جاء في تقرير المدير العام ” الحوار الاجتماعي بين تحديات الحاضر وآفاق المستقبل ” والذي يدعم متخذي القرار وأطراف الإنتاج الثلاث في الدول العربية؛ لتعزيز قدراتهم على الصمود في وجه التحديات والأزمات التي تعصف بدولنا العربية، من خلال عقد اجتماعي شامل يمثل أرضية مشتركة توحد الرؤى والأهداف وتحدد التزامات كل طرف بما من شأنه تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان مستقبل آمن وعادل ومستدام”. كما أشاد فريق العمال بالبندين الفنيين التاسع والعاشر اللذين لامسا تحولات عالم العمل، والصعوبات التي تواجهها الدول العربية في ظل التحول الرقمي والتي تهم عمال الوطن العربي. هذا وأبرز أهمية دور المنظمة في تنسيق المواقف في اجتماعات المجموعة العربية في مؤتمر العمل الدولي مضيفاً: “نحن في فريق العمال نتطلع إلى تنسيق موقف موحد للمجموعة العربية هذا العام يرفض سياسات الحصار والعقوبات التي تفرضها القوى الكبرى والتي أصبحت كابحة ومعيقة لمتطلبات خطط التنمية في جزء كبيرمن بلداننا العربية بما فيها حرمان تلك الدول من الحصول على التقنيات الحديثة والتكنولوجيا المتطورة اللازمة لكافة فروع الصناعة والخدمات”. وتوجه باسم فريق العمال بالشكرلاتحاد عمال مصر على حفاوة الاستقبال والكرم وحسن الضيافة، مهنئاً الأخوات والأخوة الذين نالوا ثقة أعضاء المؤتمر، وتم انتخابهم ضمن تشكيل الهيئات الدستورية واللجان النظامية في منظمة العمل العربية متمنياً لهم كل التوفيق والنجاح في أداء مهامهم، وتقدم بالشكر لممثل سكرتير عام المؤتمر وأعضاء سكرتارية فريق العمال على ما بذلوه من جهد لتسهيل أعماله.
ثم قدم سعادة الأستاذ/ خليفة خميس مطر رئيس فريق أصحاب الأعمال كلمة الفريق في اختتام أعمال المؤتمر واستهلها بتوجيه الشكر والتقدير لفخامة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية لرعايته الكريمة لأعمال المؤتمر و أعرب لسعادة السيد/ محمد عبد الله السالم أحمدوا – رئيس المؤتمر عن خالص الشكر والتقدير لحسن إدارته أعمال المؤتمر وكذلك لرؤساء الفرق ونواب الرئيس لتعاونهم البناء وجهودهم المقدرة. كما تقدم بخالص الشكر لسعادة المدير العام لمنظمة العمل العربية على قيادته الحكيمة وجهود فريقه المتميز في تحقيق العديد من الإنجازات الهامة والنجاحات الملموسة في مجالات عدة، بما في ذلك إنجاح اجتماع الشركاء لدعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية الفلسطينية للتشغيل، مضيفاً: “نحن نثق تماماً بأن منظمة العمل العربية ستستمر في خدمة المجتمع العربي ودعم حقوق العاملين وتعزيز فرص العمل والتنمية المستدامة”. هذا وشكر السادة أعضاء مجلس إدارة منظمة العمل العربية، وأعضاء اللجان النظامية لجهودهم وإنجازاتهم خلال فترة انتخابهم، وتقدم بخالص التهنئة للسادة أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء اللجان النظامية الذين تم انتخابهم خلال أعمال الدورة 49 متمنياً لهم النجاح والتوفيق في أعمالهم.
وثمن سعادته في كلمته الموضوعات الفنية بالغة الأهمية و في مقدمتها تقــرير المدير العــام الشامل والمتميز حول ” الحوار الاجتماعي بين تحديات الحاضر وآفاق المستقبل “مقدراً جهود المدير العام في تنسيق الحوار الاجتماعي وتشجيع المشاركة الفعالة من جميع الأطراف المعنية، مؤكداً أن فريق أصحاب أعمال يعتبر مؤتمر العمل العربي فرصة لتوطيد العلاقات بين أصحاب الأعمال والحكومات واتحادات العمال، لتبادل الخبرات والمعرفة حول أهم التحديات التي تواجه أسواق العمل في المنطقة العربية وفيما يخص عودة سورية إلى جامعة الدول العربية أضاف قائلاً: “نحتفل اليوم بعودة سوريا إلى الجامعة العربية وهذا يمثل خطوة هامة ومهمة نحو تعزيز الوحدة والتضامن العربي، وبهذه المناسبة وباسمي وباسم فريق أصحاب الأعمال أود أن أرحب بشكل حار بسوريا في عائلتها العربية وأعرب عن أملي في أن تسهم سوريا بشكل فعال في تحقيق الأهداف العربية المشتركة”.
وفي كلمة ألقاها معالي السيد/ مصطفى بيرم رئيس فريق الحكومات في اختتام أعمال المؤتمر، تقدم بالشكر والتقدير لرئيس المؤتمر على إدارته الجلسات بكل دماثة أخلاق ولطف، ولسعادة الأستاذ فايز علي المطيري سكرتير عام المؤتمر لامتيازه بالقدرة على تقريب البعيد والتآلف وابتداع الحلول وابتكارها، وحرصه على وضع لمسات المحبة والإخلاص واهتمامه بالاستراتيجيات والقضايا الكبرى بدءاً بفلسطين وقضايا الأمة ،وإطلاقه عقداً جديداً للحوار الاجتماعي فصعد من تحت إلى فوق وتجاوز مجرد الحوار الاجتماعي إلى حوار تآلفي وأخوي، وأكد أن الجدران بين العرب هي جدران وهمية وأن قدر العرب التواصل والتعاون والتآزر، كما أبرز في كلمته أهمية التدريب المهني المعجل الذي يضيق الفجوة بين التخصصات وسوق العمل والذي اعتبره تطوراَ مهماً جداً يعزز استعداد الدول و يوفر فرص عمل للشباب منوهاً أن ثروات الكرة الأرضية تحت أقدام الدول العربية لتحسن استغلالها، مضيفاً: “هذا المؤتمر كان متميزًا بلمّ الشمل بحضور سورية والحضور للقضية الفلسطينية ونحن في سفينة واحدة ممنوع أن نحدث ثقباً فيها وسنبحر في ظل الأزمات العالمية ونحن نمتلك كل الموارد لندعم بعضنا” وذكر أن هناك قاعدة التحدي والاستجابة التي تحول الأزمة إلى فرصة والمحنة إلى منحة، وشكر في نهاية كلمته جمهورية مصر العربية رئيساً وقيادة وحكومة وشعباً وكل من ساهم في إنجاح أعمال المؤتمر من السكرتارية الفنية وأعضاء اللجان وفريق العمل.
وتفضل سعادة الأستاذ فايز علي المطيري سكرتير عام المؤتمر بإلقاء كلمته، ثم ألقى سعادة السـيد/ محمد عبد الله السالم أحمدوا الأمين العام لوزارة الوظيفة العمومية والعمل، في الجمهورية الإسـلامية الموريتانية، رئيس المؤتمر كلمة مختتماً أعمال الدورة 49 لمؤتمر العمل العربي، توجه خلالها بالشكر وعظيم الامتنان لفخامة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية لرعايته الكريمة لأعمال المؤتمر وكافة الحاضرين على معاونته في تسيير أعمال المؤتمر والذين وضعوا العمل العربي المشترك نصب أعينهم، وخصوصاً أن هذا المؤتمر جاء وسط تحديات ألقت بظلالها على قضايا التشغيل والبطالة وأفرزت النقاشات المعمقة تعزيزاً لقيمة الحوار الاجتماعي، وأن هذه الدورة شكلت قوة دافعة لمسيرة منظمة العمل العربية نحو تحقيق أهدافها النبيلة من خلال القرارات التي صدرت عنها فيما يخص البنود الهامة التي طرحت على جدول أعماله وفي مقدمتها تقرير المدير العام، والتي سيكون لها مردود إيجابي على واقع الدول العربية، وشكر في ختام كلمته جمهورية مصر العربية قيادة وحكومة وشعباً على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، وتوجه بالشكر الخاص لسعادة المدير العام لمنظمة العمل العربية على جهوده المبذولة لإنجاح أعمال هذه الدورة المتميزة.
وفي نهاية أعمال الجلسة الاختتامية تلى سعادة السيد فايز علي المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية برقيتين لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وفخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين جاء فيها:” إنه لمن دواعي سروري وسعادتي أن أتوجه إلى فخامتكم بأسمى العبارات وكلمات الفخر والاعتزاز لتفضلكم بمنحي “نجمة الاستحقاق” من وسام دولة فلسطين التي أعتز وأتشرف بها وأضعها نبراساً للمثابرة في العمل وتحمل المسؤوليات والمهام الموكلة لي. وإن هذا التكريم الذي طوقتم به عنقي بتقليدي هذا الوسام الرفيع، إن دل على شيء فإنما يدل على نبلكم وكرم أخلاقكم، ورؤيتكم الثاقبة، وأعدكم فخامة الرئيس، بأن هذا التكريم سيظل حافزًا لبذل المزيد من العطاء لخدمة وطننا العربي كما أعدكم بأن أبقى على عهدي ومواقفي الثابتة تجاه القضية الفلسطينية قضيتنا الأولى والمركزية في المحافل العربية والدولية لنصرة عمال وشعب فلسطين في نضالهم المشروع لنيل حريتهم وإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
ومن الجدير بالذكر أن الدورة 50 لمؤتمر العمل العربي سوف تعقد في بغداد / جمهورية العراق، حيث تقدم معالي السيد أحمد الأسدي رئيس وفد جمهورية العراق ووزير العمل والشؤون الاجتماعية بطلب استضافة المؤتمر القادم في بغداد، وذلك في كلمته الافتتاحية وأثناء مناقشة البند الحادي عشر الخاص بتحديد مكان وجدول أعمال الدورة 50 لمؤتمر العمل العربي 2024 الذي يتيح لأي دولة عضو الإعلان عن رغبتها أمام المؤتمر لإصدار قراره بهذا الشأن وفقاً للمادة الخامسة فقرة 12 من دستور منظمة العمل العربية،