تحل الذكرى الثامنة والخمسون لتأسيس منظمة العمل العربية فى الثاني عشر من يناير كأول منظمة عربية متخصصة تعمل فى إطار جامعة الدول العربية وتعني بقضايا العمل والعمال فى وطننا العربي .
سعت المنظمة منذ انطلاقها إلى تحقيق الأهداف النبيلة التى نص عليها الميثاق العربي للعمل ودستور المنظمة وفى مقدمتها تعزيز الحوار الاجتماعي الهادف والبناء والمسؤول بين أطراف الانتاج الثلاثة على المستويين الوطنى والقومي ، وذلك بفضل تكوينها الثلاثي الذي يقوم على أساس اشتراك منظمات أصحاب الأعمال والنقابات العمالية بجانب الحكومات فى كل نشاطات المنظمة واجهزتها الدستورية، وقد حققت المنظمة نتائج إيجابية ودور فعال فى ظل المتغيرات والمستجدات الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية حتى أصبحت اليوم منبراً فريداً للحوار الاجتماعي وساحة قومية للتعاون البناء والمثمر بين اطراف الانتاج الثلاثة فى وطننا العربي ، وتشكل مرتكزاً هاماً على صعيد العمل العربي المشترك، وهي تدرك تماماً أن الحفاظ على هذه المصالح هو تعزيز للأستقرار والسلم الاجتماعي الذي يصل بنا إلى غايتها المنشودة تحقيق التنمية المتوازنة الشاملة ببعديها الاقتصادى والاجتماعي .
وبفضل هذه التركيبة الثلاثية تمكنت منظمة العمل العربية من تحقيق أهدافها عبر العديد من الأنشطة والفعاليات فى مجالات اختصاصاتها المختلفة من مؤتمرات ومنتديات وندوات قومية ودورات قطرية وورش عمل فنية واصدار عدد من الإستراتيجيات العربية كانت بمثابة ركائز أساسية لأطراف الانتاج الثلاثة للاسترشاد بها، واصدار تقارير فنية خاصة بالتشغيل والهجرة ومعلومات أسواق العمل وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية ، كما عقدت المنظمة العديد من المنتديات العربية في مجالات مختلفة وأهتمت بمراكز التدريب وربطها باحتياجات سوق العمل العربية واعداد المدربين الاكفاء لتغطية احتياجات الدول العربية؛ وبناء علاقات العمل وتعزيزها على أسس من التفاهم والتكامل والاحترام المتبادل بين أطراف الانتاج لمواجهة التحديات الراهنة وزيادة الإنتاجية.
وبمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لتأسيس المنظمة فان المنظمة يسعدها أن تتقدم بالشكر والعرفان لكل من أسهم فى دعم مسيرتها لخدمة قضايا العمل والعمال وتخص بالذكر أصحاب المعالي وزراء العمل ورؤساء وأعضاء منظمات أصحاب الأعمال والعمال وكافة المهتمين والمعنيين بقضايا العمل فى وطننا العربي، كما انها تؤكد تعهدها للجميع انها لن تدخر جهداً فى العمل الجاد والدؤوب لتكثيف انشطتها وتفعيل دورها تكريساً وتحقيقاً لخدمة الانسان العربي من المحيط إلى الخليج وصيانة حقوقه فى حياة كريمة أساسها العدالة الاجتماعية .