التعاونيات ودورها فى الحد من ظاهرة عمل الأطفال ندوة قومية تعقدها منظمة العمل العربية
حظى موضوع التعاونيات باهتمام منظمة العمل العربية حيث نص دستورها على أن من أهدافها القيام بالدراسات والبحوث فى مجال التعاونيات ، ولعل هذا الاهتمام نبع من قناعة المنظمة بقدرة التجمعات التعاونية على الاستجابة للمتطلبات الضرورية التى تفرضها الصعوبات والعوائق التى قد تواجه الإنسان فى حياته استطاعت التعاونيات مع تطورها إصدار تشريعات خاصة بما تحمى نموها وتطورها وتزيد من قدرتها على الاستجابة لاحتياجات المجتمعات ومع زيادة المتغيرات الاقتصادية والسياسية التى شهدها العالم على المستويين الاقتصادى والاجتماعى كان من الطبيعى أن تسعى التعاونيات للتواءم والتكيف مع هذه المتغيرات بل وأن تكون أحد الأدوات الأساسية التى تعتمد عليها كثير من المجتمعات لمواجهة الآثار السلبية الناجمة عن هذه المتغيرات ، وأسهامها بشكل فاعل فى توفير مجموعة من الخدمات الاجتماعية تهدف من خلالها إلى توفير الحماية الاجتماعية لأفراد المجتمع كافة
وضمن هذا السياق ، أولى العالم اهتمامه بالتعاونيات، ففى عام 1995 ناقش مؤتمر القمة العالمى للتنمية الاجتماعية بكوبنهاجن ، ضمن أمور أخرى ، صور المشاركة الشعبية ودور التعاونيات فى مكافحة الفقر والقضاء على التهميش الاجتماعى ، وأقرت القمة بأهمية التعاونيات ذات النهج الذى يركز على البشر فى التنمية وتعهد بتطوير التعاونيات واسهاماتها .
وشهد العام ذاته 1995 الاحتفالات الدولية بمرور مائة وخمسين عاماً على بدء التجربة العملية الناجحة لرواد التعاونيات فى ردتشدال بانجلترا 1844 ، وهى التجربة التى تعد نقطة إنطلاق التعاون والتعاونيات المعاصرة ، كما صادف عام 1995 مرور مائة عام على قيام ” الحلف التعاونى الدولى ” بلندن عام 1895 وهو التنظيم الدولى غير الحكومى الذى يعبر تشكيله عن مساندة الجهود الدولية لتعزيز ونمو الحركة التعاونية وتطورها بأشكالها المختلفة ، كما يعد المحفل الدولى لصناعة وتطوير المفاهيم التعاونية فى العالم .
وعلى الصعيد العربى ، شهدت الحركة التعاونية العربية تطوراً ملموساً فى أواسط الخمسينات ومطلع الستينات ، حيث انتشرت بكافة أنواعها فى جميع الأقطار العربية . كما حظيت الحركة التعاونية العربية باهتمام مؤسسات العمل العربى المشترك وفى مقدمتها جامعة الدول العربية وأصبح موضوع التعاون أحد البنود الهامة على جدول أعمال وزراء الشئون الاجتماعية ، ووسط هذا الزخم استشعرت النخبة العربية من التعاونيين ضرورة تأسيس نظام عربى تعاونى يحقق التكامل فى الأنشطة التعاونية المختلفة ، وأسفرت هذه الجهود عن تأسيس الاتحاد التعاونى العربى عام 1981 كخطوة علىطريق وحدة الحركة التعاونية .
ومنذ نشأتها اهتمت منظمة العمل العربية بتنمية الحركة التعاونية العربية من خلال تنظيم الندوات والدورات التدريبية فى مجال التعاونيات . بالإضافة إلى إصدار تقرير المدير العام حــــول ” التعاونيات والتنمية عام 1995 “.
ولعل من الآثار الناجمة عن المتغيرات الاقتصادية ، التى شهدتها مجتمعاتنا العربية، هى ظاهرة عمل الأطفال ، التى لا تزال تطرح تحدياً هائلاً أمام المجتمعات الدولية والعربية فوفقاً لإحصائيات منظمة العمل العربية هناك حوالى 15 مليون طفل من سن 3 – 17 تسربوا من مقاعد الدراسة وهم منخرطون فى الأعمال الهامشية التى تفتقر للحماية التشريعية والاجتماعية.
لذا أرتأت منظمة العمل العربية أهمية عقد ندوة قومية لبحث كيفية دعم التعاونيات للحد من ظاهرة عمل الأطفال . تهدف الندوة الى تعزيز دور القطاع التعاونى كأحد الروافد الاقتصادية والاجتماعية الهامة ، ودور التعاونيات فى التصدى لظاهرة عمل الأطفال إلى جانب دراسة التدابير الواجب اتخاذها لتفعيل دور التعاونيات فى مواجهة عمالة الأطفال والمساهمة فى حلها والتعرف على التجارب القطرية الناجحة للتعاونيات فى هذا المجال ، كما تهدف الندوة إلى الوقوف على دور منظمة العمل العربية فى تطوير التشريعات التعاونية لتتواءم مع الاتفاقيات العربية التى تساهم فى الحد من عمالة الأطفال ، خاصة وأن المنظمة أصدرت (19) اتفاقية عمل عربية تتضمن جميعها أحكاماً تتعلق بالطفل والأسرة وأفردت اتفاقية خاصة عمل الأطفال وهى اتفاقية العمل العربية رقم (18) لعام 1996 بشأن عمل الأحداث ، بالإضافة إلى إصدار الاستراتيجية العربية للحد من عمل الأطفال التى أقرها مؤتمر العمل العربى فى دورته (38) ( القاهرة، 15-22 مايو / آيار 2011 ) والتى كلف مكتب العمل العربى بالتعاون والتنسيق مع أطراف الإنتاج فى الدول العربية لتحقيق أهداف الاستراتيجية .
وعلى مدى ثلاثة أيام عمل تناقش الندوة من السبت 8-10 سبتمبر / أيلول 2012 أوراق عمل الخبراء المطروحة على جدول الأعمال والتجارب القطرية التى من شأنها المساهمة فى إثراء الندوة بالمعلومات وتبادل التجارب الناجحة على مستوى الوطن العربى ، وذلك بمشاركة وزارات العمل فى الدول العربية ومنظمات أصحاب الأعمال والعمال العربية . بالإضافة إلى جامعة الدول العربية والاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب والاتحاد التعاونى العربى . وعدد من الاتحادات التعاونية القطرية بالدول العربية .