تحل الذكرى الحادية والخمسين لتأسيس منظمة العمل العربية فى الثاني عشر من يناير، كأحدى المنظمات العربية المتخصصة العاملة فى إطار جامعة الدول العربية المعنية بقضايا العمل والعمال على صعيد الوطن العربي .
ومنذ قرار إنشاء المنظمة الصادر فى المؤتمر الأول لوزراء العمل العرب الذي عقد ببغداد عام 1965 ، يدرك المتابع لمسيرة منظمة العمل العربية ان قيامها كان نقطة تحول فى العمل العربي المشترك خاصة فى مجال النهوض بقضايا العمل والعمال وتعزيز الحوار بين أطراف الانتاج الثلاثة ، وذلك بفضل تكوينها الثلاثى الذي يعتمد على مشاركة منظمات أصحاب الاعمال والعمال بجانب الحكومات فى كل نشاطات المنظمة وأجهزتها الدستورية ، وفقاً لما نص عليه ميثاق العمل العربي ودستور المنظمة .
وبفضل هذه التركيبة الثلاثية تمكنت منظمة العمل العربية بالقيام بدورها القومي فى مجال العمل والعمال انطلاقاً من دورها المحوري فى التخطيط التنموي وجهودها فى ارساء قواعد وأسس التعاون والتكامل فى ميدان العمل وضمان حقوق الأنسان العربي فى حياة كريمة أساسها العدالة الاجتماعية .
على مدى مسيرة خمسة عقود وما يزيد ، سعت المنظمة لتحقيق أهدافها عبر العديد من الأنشطة والفعاليات فى مجالات اختصاصاتها المختلفة من مؤتمرات ومنتديات وندوات قومية ودورات قطرية وورش عمل فنية واصدار عدد من الوثائق الفنية سواء فى شكل استراتيجيات عربية كانت بمثابة ركائز أساسية لأطراف الانتاج الثلاثة للاسترشاد بها عند صياغة سياساتها وبرامجها الوطنية ، واصدار تقارير فنية خاصة بالتشغيل والهجرة ومعلومات أسواق العمل مدعمه بملاحق احصائية ترصد واقع القوى العاملة كان الهدف الاساسي منها هو التنبيه والتحذير من المعوقات التى تعاني منها الأمة العربية والتي يأتي فى قمتها قضية البطالة ، إلى جانب ذلك عقدت المنظمة العديد من المنتديات العربية فى مجال تنمية الموارد البشرية والتدريب المهني والتقني والتنمية والتشغيل التى كان اخرها المنتدى العربي الثاني للتنمية والتشغيل ” نحو حماية اجتماعية مستدامة ” الذى عقد بالرياض بالمملكة العربية السعودية والذي جسد مفهوم التحالف العربي من أجل التشغيل والحد من البطالة ، وترسيخه لمفهوم الحوار الاجتماعي كأحد آليات الحوكمة الرشيدة لسوق العمل وعلاقات العمل والسعى للتأقلم مع المتغيرات الاقتصادية ولاجتماعية وحسن الإدارة للأزمات الناتجة عنها بما يتضمن مصالح أطراف الانتاج .
وتدرك المنظمة أن الحفاظ على هذه المصالح هو تعزيز للأستقرار والسلم الاجتماعي الذي يصل بنا إلى غايتها المنشودة وهو تحقيق التنمية المتوازنة الشاملة ببعديها الاقتصادى والاجتماعي .
ان منظمة العمل العربية وهى تستهل عامها الحادي والخمسين فى مسيرتها ، فأنها تتقدم بتهنئة كافة المسئولين العرب المعنيين بقضايا العمل والعمال وتخص بالذكر أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء واعضاء منظمات أصحاب الأعمال والعمال وكافة المهتمين والمعنيين بقضايا العمل فى وطننا العربي .
وتغتنم هذه المناسبة لتعاهد الجميع انها لن تدخر جهداً فى العمل الجاد والدؤوب لتكثيف انشطتها وتفعيل دورها تكريساً وتحقيقاً لخدمة الانسان العربي من المحيط إلى الخليج وصيانة حقوقه فى حياة كريمة أساسها العدالة الاجتماعية .