منظمة العمل العربية تعقد ندوة عربية تفاعلية حول “أثر التغيرات المناخية على تنمية الموارد البشرية”

عقدت منظمة العمل العربية (إدارة التنمية البشرية والتشغيل) يوم الأربعاء 8 أكتوبر/تشرين الأول  2025 ندوة عربية تفاعلية بعنوان: “أثر التغيرات المناخية على تنمية الموارد البشرية”، بحضور83 مشاركاً  ومشاركة يمثلون أطراف الإنتاج الثلاثة (الحكومات وأصحاب الأعمال والعمال) في الدول العربية، إلى جانب نخبة من الخبراء العرب المتخصصين.

افتُتحت أعمال الندوة بكلمة ترحيبية لمعالي الأستاذ فايز علي المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية، ألقتها نيابةً عنه الأستاذة منجية هادفي، المشرفة على إدارة التنمية البشرية والتشغيل. وأكدت من خلالها أن قضية تغيّر المناخ لم تعد بيئية بل تحوّلت إلى واقع يطال الأمن والصحة والاقتصاد واستقرار المجتمع، مشدِّدةً على مسؤولية أطراف الإنتاج الثلاثة في الحفاظ على الموارد الطبيعية وبناء بيئة عمل آمنة وصحية، كما أبرزت أن التوجّه نحو الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة والتكنولوجيا البيئية، بات بديلاً فعالاً لمواجهة الآثار الكارثية لتغير المناخ، ويفتح آفاقاً واسعةً لتأهيل الشباب بالمهارات اللازمة لسوق العمل المستقبلي. وختمت بالتشديد على وضع رؤية متكاملة بعيدة المدى لبناء القدرات، مجدِّدةً استعداد المنظمة الدائم لدعم أطراف الإنتاج في الدول العربية.

وانطلقت المناقشات التفاعلية لتُبلور أهداف الورشة في: التعريف بمفهوم التغيرَات المناخية وإبراز علاقتها بالموارد البشرية و تحليل التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على صغار المنتجين.

وتناولت الندوة محورين رئيسيين عبر محاضرتين علميتين:

  • المحاضرة الأولى: “تأثير التغيرات المناخية على الموارد البشرية: دمج المهارات الخضراء في خطط التدريب والتوظيف”  وقدّمها الأستاذ محمد بحري الدقي، واستعرض فيها مكوّنات المهارات الخضراء وآليات إدماجها في التدريب المهني والتوظيف، مع عرض تجارب عربية ودولية ناجحة ومقترحات عملية.
  • المحاضرة الثانية: “تأثير التغيرات المناخية على صغار المنتجين في الدول العربية” قدّمتها الدكتورة هويدا عدلي، وركّزت على السياسات والترتيبات المؤسسية والتدخلات التنموية التي تعزّز صمود صغار المنتجين والمزارعين وتُمكّنهم من التكيّف.

خلصت الندوة إلى حزمة توصيات عملية، كالتالي:

  1. دعوة الدول العربية إلى إدماج قضايا التغير المناخي في الاستراتيجيات والخطط الوطنية لتنمية الموارد البشرية وإعداد قوى عاملة قادرة على التكيف مع التغيرات البيئية.
  2. تطوير برامج التدريب والتعليم الأخضر ، والتركيز على المهن المستدامة والمهارات الخضراء لتأهيل الكوادر البشرية لمواجهة تحديات الاقتصاد منخفض الكربون.
  3. نشر وتعزيز الثقافة البيئية في بيئات العمل والمؤسسات التعليمية لترشيد الموارد والوصول إلى الاستدامة.
  4. دعم البحث العلمي والابتكار في مجالات الطاقة النظيفة والزراعة الذكية وإدارة المياه، لتوفير فرص عمل جديدة صديقة للبيئة.
  5. تشجيع التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتبني مبادرات تنموية تراعي الأبعاد المناخية والاجتماعية معاً.
  6. وضع سياسات لحماية العاملين في القطاعات المعّرضة لتغيرات المناخ كالصيد، والزراعة، والصيد البحري من خلال إجراءات السلامة والتأمين الاجتماعي.
  7. دعوة البلدان العربية إلى تشجيع التحول نحو الاقتصاد الأخضر والصناعات الخضراء، والطاقة المتجددة مما يسهم في إيجاد فرص عمل مستدامة وتخفيض البطالة الناتجة عن التغيرات المناخية.
  8. تمكين المرأة والشباب من المشاركة في المبادرات البيئية وجهود التكيف مع المناخ، وذلك عن طريق وضع برامج تدريب وتمويل مبتكرة تراعي العدالة الاجتماعية.
  9. تعزيز نظم الإنذار المبكر وإعداد خطط طوارئ لمواجهة التغيرات والكوارث المناخية بما يحافظ على استقرار وتنمية الموارد البشرية واستمرارية الإنتاج.
  10. مراجعة المناهج التعليمية والتدريبية لتشمل التنمية المستدامة والتغير المناخي، مما يؤهل الأجيال القادمة لمواكبة التحديات المستقبلية.

وفي ختام أعمال الندوة، أكدت منظمة العمل العربية مضيّها قدماً في تقديم الدعم الفني وبناء القدرات والتنسيق بين أطراف الإنتاج الثلاثة في الدول العربية، وترجمة هذه التوصيات إلى برامج عملية قابلة للتنفيذ على المستويين الوطني والعربي.

منظمة العمل العربية تعقد ندوة عربية تفاعلية حول “أثر التغيرات المناخية على تنمية الموارد البشرية”

مواضيع ذات الصلة