المطيري: “لبنان رغم كل ما مر به من حروب وويلات، لا ينكسر، وسيظل ينبض بالحياة والإبداع”

اختتمت منظمة العمل العربية يوم الثلاثاء 16 أيلول /سبتمبر 2025 ورشة العمل الوطنية بعنوان “دور التحول الرقمي في تطوير الكفاءات البشرية لإدارات العمل” التي انعقدت في العاصمة بيروت برعاية وحضور معالي وزير العمل الدكتور محمد حيدر ممثلاً عن دولة رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام، وبمشاركة المدير العام للمنظمة معالي الأستاذ فايز علي المطيري، إلى جانب نخبة من أصحاب المعالي والسعادة الوزراء والمسؤولين وممثلي الهيئات الاقتصادية والعمالية: كمال شحادة/ وزير تكنولوجيا المعلومات، حنين السيد ، وزيرة الشؤون الاجتماعية ، والدكتورة نورا بايراقداريان، وزيرة الشباب والرياضة، والنائب بلال عبدالله، رئيس لجنة الصحة والعمل، والدكتورة ربا جرادات، المديرة الإقليمية للدول العربية في منظمة العمل الدولية في بيروت، والسيد مروان عبود محافظ بيروت، الدكتور بشارة الأسمر ، رئيس الاتحاد العمالي العام، والدكتور محمد كركي المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ، والسيد نقولا شماس الأمين العام للهيئات الاقتصادية، وممثلون عن وزراء الداخلية، والإعلام والتنمية الإدارية، والمدير العام للأمن العام، وجمعية الصناعيين اللبنانيين، ومستشاري وزير العمل، وعدد كبير من رؤساء المصالح والدوائر  الحكومية والموظفين في الوزارة.

استهلت الورشة فعالياتها بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه عرض وزير العمل بشكل موجز أبرز انجازات الوزارة بعد ستة اشهر من تشكيل الحكومة، ومن ثم عرض فيلم توثيقي عن مسيرة منظمة العمل العربية على مدى ستين عاماً. ثم ألقى معالي وزير العمل كلمة أكد فيها دعم الحكومة اللبنانية لمثل هذه المبادرات النوعية التي تسهم في تطوير قطاع العمل وتعزيز قدرات الموارد البشرية. أضاف: “يسعدني أن أوجه تحية خاصة إلى ضيفنا الكريم، سعادة المدير العام لمنظمة العمل العربية الأستاذ فايز علي المطيري، ضيفنا المحب للبنان والذي يحبه اللبنانيون، والذي يشرفنا بحضوره اليوم ويؤكد مجدداً حرص المنظمة على دعم جهود لبنان في تطوير قطاع العمل وتعزيز قدرات موارده البشرية”. وتابع: “لعل الجدير ذكره أن هذه الورشة تعد الأولى من نوعها على مستوى وزارات العمل في المنطقة، ما يضفي عليها أهمية خاصة ويعكس جدية التعاون بين لبنان ومنظمة العمل العربية. ونحن نقدر بشكل خاص جهود ومتابعة سعادة المدير العام، التي كانت حاسمة في تمكين لبنان من استضافة هذا الحدث النوعي، وضمان أن يكون إطار العمل متكاملا، وتفاعليا، ويواكب أفضل المعايير العملية لإدارة الكفاءات في عصر التحول الرقمي. كما تأتي هذه الورشة لتؤكد أن التحول الرقمي لم يعد خيارا ثانويا، بل ضرورة استراتيجية لتطوير أساليب الإدارة، وتحسين كفاءة الخدمات، وتعزيز القدرة على متابعة الملفات بشكل متكامل وشفاف، بما يضمن حقوق العمال وأصحاب العمل على حد سواء”.

وفي كلمته، أعرب معالي الأستاذ فايز علي المطيري المدير العام للمنظمة عن سعادته بعودته إلى بيروت بعد سنوات من الغياب، قائلاً : “بعد غياب سنوات يسعدني أن أعود اليوم إلى بيروت، لأجدها كما عهدتها، رغم ما مرت به من تحديات وأزمات: “ست الدنيا”، ومنارة للثقافة والإبداع، وملتقى للفكر والمعرفة، وأيقونة الشرق. وانعقاد ورشتنا اليوم على أرض لبنان رسالة أمل في عاصمة تتقن صناعة الأمل والتفاؤل؛ فهذا البلد العظيم قادر على النهوض من جديد، ونفض غبار السنوات العصيبة كلما اشتدت به الكروب”.

وأضاف:” نحن في منظمة العمل العربية ندين بأشد العبارات الاعتداءات الغاشمة المتواصلة لقوات الاحتلال على قطاع غزة، فسياسات التجويع والتهجير التي تنتهجها، ترقى إلى إبادة جماعية تستهدف عمال القطاع وشعبه، ناهيك عن الانتهاكات المتكررة للأجواء والأراضي اللبنانية، والخرق الصارخ لسيادة عدد من الدول العربية في تصعيد غير مسبوق، وتحد صريح للمواثيق والأعراف الدولية”. وأضاف” المطيري” أن منظمة العمل العربية تواصل جهودها لمواكبة التحولات الرقمية العالمية وتقديم الدعم الفني للدول الأعضاء، مشيراً إلى أن الرقمنة أصبحت ركيزة أساسية لتطوير الكفاءات البشرية وتحسين الخدمات وتعزيز القدرة التنافسية. ودعا وزارات العمل العربية إلى تبني مسار التحول الرقمي كأداة استراتيجية للتطوير الإداري وتأهيل الكوادر الوطنية وربط الشباب بفرص عمل لائقة ومستدامة.

كما جدد المطيري التأكيد على التزام المنظمة بدعم أطراف الإنتاج الثلاثة في الجمهورية اللبنانية وكافة الدول العربية، مشيراً إلى أن الاستثمار في الإنسان هو السبيل الأمثل لتجاوز التحديات وبناء مستقبل أكثر استدامة وعدالة. وتابع :”إننا في منظمة العمل العربية على ثقة أن لبنان، بتاريخه وحضارته، رغم كل ما مر  به من حروب وويلات، لا ينكسر، وسيظل ينبض بالحياة والإبداع، ويزخر بكفاءات شابة قادرة على التحول إلى نموذج ريادي عربي في رقمنة سوق العمل، وتوظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية المستدامة، والعدالة الاجتماعية، وإيجاد بيئة عمل أكثر  إنصافا. نحيي الإرادة اللبنانية الصلبة التي لا تهزم، ونجدد التزامنا في منظمة العمل العربية بأن نكون داعمين لكل جهد يعيد لهذا البلد الشقيق تألقه واستقراره”.

 وتثمينًا للرعاية الكريمة لهذه الورشة وجهوده الملموسة في النهوض بقطاع العمل والعمّال، قدّم معالي الأستاذ فايز علي المطيري درع المنظمة إلى معالي الدكتور محمد حيدر، وزير العمل في الجمهورية اللبنانية.

كما تفضل معالي الدكتور محمد حيدر بتقديم درعٍ تكريمي إلى معالي المدير العام لمنظمة العمل العربية، تقديرًا وعرفانًا لجهوده المتميّزة في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك ودعمه المتواصل لأطراف الإنتاج الثلاثة.