من صلالة.. “المطيري” يشيد بجهود وزارة العمل في تنفيذ رؤية عُمان 2040 بالتعاون مع الشركاء الاجتماعيين

بدعوة كريمة من معالي الدكتور  محاد بن سعيد باعوين وزير العمل، وراعي الملتقى شارك معالي الأستاذ فايز علي المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية في افتتاح ملتقى العمل بنسخته الثانية في مدينة صلالة، سلطنة عمان وذلك يوم الأحد 3 أغسطس/آب 2025،  والذي حظي بمشاركة واسعة من داخل سلطنة عُمان وخارجها، تمثل جهات حكومية وخاصة ومؤسسات أكاديمية ومنظمات عربية وإقليمية ودولية.

يهدف الملتقى إلى تحفيز الابتكار والتنمية المهنية وتعزيز الحوار الاجتماعي والتواصل المهني وتحسين السياسات العمالية التنظيمية لتعزيز الإطار التنظيمي لسوق العمل بما يلبي التطورات الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية.

كما افتتح معالي وزير العمل في سلطنة عمان معرض المشاريع الطلابية للكليات المهنية، على هامش أعمال الملتقى وذلك في مجمع السلطان قابوس للثقافة والترفيه، لاستعراض ابتكارات وكفاءات ومهارات الطلبة في مختلف التخصصات المهنية.

وخلال الجلسة الافتتاحية أكد “المطيري” في كلمته على أهمية هذا الملتقى المتجدد مع خريف صلالة، وما تحمله من رمزية تستحضر بساطة الماضي من قلبِ حضارةٍ مزدهرة، لتكوّن تجربةً فريدة تُخاطبُ عمقَ الحواس وتتجذرُ  في الذاكرة.

 كما أعرب عن شكره وتقديره لمعالي الدكتور محاد بن سعيد باعوين، وزير العمل في سلطنة عُمان، على دعوته الكريمة، مثنيًا على جهود الوزارة في تنظيم هذا الملتقى كمنصة للحوار الاجتماعي الوطني والخليجي، ودورها الريادي في تطوير بيئة العمل، قائلاً: “أثني على ما تبذلونه من جهود ملموسة في إطار رؤية استراتيجية طموحة تهدف إلى تطوير بيئة العمل وتعزيز فرص التشغيل في سلطنة عُمان، بدءًا من دعم برامج التدريب المقرون بالتشغيل والعمل الحر، وصولًا إلى إطلاق حزمة من المنصات الرقمية المبتكرة. وأبرزها:توطين، و مرصد، وخطى،  التي تُبرز مدى التزام الوزارة بمستهدفات رؤية عُمان 2040، وسيرها بخطىً ثابتة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالتعاون والتنسيق مع الشركاء الاجتماعيين”.

هذا وأشار  “المطيري” إلى أن جهود منظمة العمل العربية التي انطلقت منذ أكثر من ستين عامًا، تهدف إلى دعم الدول الأعضاء في مواجهة تحديات العمل وتطوير نماذج تنموية قائمة على احترام الحقوق الأساسية وتحقيق العدالة الاجتماعية. كما نوّه بإصدار الاتفاقيتين العربيتين رقم (20) بشأن الأنماط الجديدة للعمل، ورقم (21) المعدّلة بشأن التوجيه والتدريب المهني لعام 2024، في استجابة مباشرة لتحولات عالم العمل.

وفي سياق حديثه عن المتغيرات العالمية، أكد أن التحديات التي تواجه سوق العمل اليوم تتعلق بمفاهيم العدالة والإنصاف، ومع تسارع التحولات التكنولوجية واستخدام الذكاء الاصطناعي، أصبحت الحاجة ماسة لإعادة النظر في مفهوم “قيمة العمل”، بما يوازن بين النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، مؤكداً أن العامل العربي يظل في صميم أي عملية إصلاح، و أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الإنسان، من خلال تأهيله وحماية حقوقه وتحفيز مشاركته في التنمية.

واستحضر معاليه في ختام كلمته المشهد الإنساني الكارثي في غزة، حيث آلاف العمال يعانون حصارًا خانقًا، وسط دمار شامل، وأوضاع مأساوية هي “عار على الإنسانية”. وأضاف: “هنا لا يمكننا فصل الحق في العمل عن حق الإنسان في أن يسد رمقه بكسرة خبز، فغزة اليوم تمثل اختبارًا قاسيًا لضمائرنا، ودعم عمال وشعب فلسطين، قبل أن يكون واجباً عربياً هو مسؤولية إنسانية، تحتّم علينا أن نوحد صفوفنا، ونُعلي صوتنا لنصرة قضيتهم العادلة، وحقهم المشروع في حياة كريمة وعمل آمن، في دولتهم الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.

هذا وألقى الأستاذ ناصر بن سالم الحضرمي، مدير عام المديرية العامة للعمل بمحافظة ظفار، كلمة أكد فيها على أهمية مواكبة المتغيرات العالمية في سوق العمل، مبينًا أن سلطنة عُمان تخطو خطوات متقدمة في هذا المجال من خلال إصدار قانون العمل الجديد وقانون الحماية الاجتماعية، إلى جانب تبنّي استراتيجيات متكاملة تشمل التعليم والتدريب والتشغيل وتنظيم أنماط العمل الحديثة.

من جانبه، أشار  سعادة الأستاذ محمد حسن العبيدلي، مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى أن التغيرات المتسارعة في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والبيئية تفرض تحديات تتطلب جهودًا مشتركة لتطوير المهارات ونماذج التشغيل والحماية الاجتماعية بما يضمن استجابة فاعلة وعادلة.

كما تحدث أزار بيراموف، مدير عام مركز العمل بمنظمة التعاون الإسلامي، عن دور المركز في بناء جسور التعاون بين الحكومات والعمال وأصحاب العمل، وتوفير برامج بناء قدرات مخصصة للدول الأعضاء، معلنًا عن تنظيم دورة تدريبية متخصصة بعد الملتقى حول القيادة الفاعلة في السلامة والصحة المهنية في سلطنة عُمان.

 وفي ختام الجلسة الافتتاحية تسلم معالي الأستاذ فايز علي المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية درعاً تكريمياً تقديراً لجهوده المبذولة في دعم قضايا العمل والعمال في الدول العربية.

ويُعد الملتقى منصة وطنية للحوار البنّاء حول مستقبل سوق العمل العُماني، من خلال عرض ومناقشة 33 ورقة عمل تُسلط الضوء على أبرز التحديات والفرص، إلى جانب استعراض تجارب وممارسات رائدة على المستويين المحلي والدولي، ويحظى بشراكة استراتيجية مع عدد من الجهات المحلية من بينها غرفة تجارة وصناعة عُمان، والاتحاد العام لعمال سلطنة عُمان، والمؤسسات التعليمية، والهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، إلى جانب عدد من الشركاء الدوليين مثل منظمة العمل العربية، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية، والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتشارك منظمة العمل العربية خلال ملتقى العمل 2025 في تنظيم ثلاث جلسات عمل بعنوان: التحولات الكبرى واستدامة أسواق العمل، وبيئة العمل المحفزة واستقطاب الكفاءات، والحوار الاجتماعي ومستقبل أسواق العمل.

مواضيع ذات الصلة