منظمة العمل العربية تعقد ندوة عربية حول تفتيش العمل في إطار الأنماط الجديدة
بحضور معالي الأستاذ عصام الأحمر وزير الشؤون الاجتماعية في الجمهورية التونسية، افتتح معالي الأستاذ / فايز علي المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية، أعمال الندوة العربية “تطوير أنظمة تفتيش العمل في إطار الأنماط الجديدة للعمل” بمدينة الحمامات الجنوبية في الجمهورية التونسية خلال يومي 2 – 3 يوليو/ تموز 2025 وشارك في أعمال الندوة (30) مشاركة ومشاركاً يمثلون أطراف الإنتاج الثلاثة في الدول العربية.
وخلال كلمته الافتتاحية، أعرب “المطيري” عن تقديره لحضور معالي الأستاذ عصام الأحمر وزير الشؤون الاجتماعية الجلسة الافتتاحية، مشيداً بأهمية الموضوع الذي تطرحه الندوة في ظل الثورة التكنولوجية والتحول الرقمي، كما تحدث عن أهمية النهوض بأجهزة تفتيش العمل من خلال تحديث الوسائل والأدوات للتعامل مع أنماط العمل الجديدة، بما يمكّن مفتش العمل من الوصول إلى بيئة العمل سواء كانت ميدانية أو افتراضية بكفاءة وسرعة ودقة، منوهاً إلى ضرورة تحديث تشريعات العمل وتعزيز الحوار الاجتماعي وتبادل الخبرات الناجحة بين الدول العربية، كما أشار إلى الجهود التي تبذلها منظمة العمل العربية في إطار تفتيش العمل والصحة والسلامة المهنية، وأن مواجهة التحديات التي تفرضها أنماط العمل الجديدة، تتطلب رؤية جماعية وتعاون عربي وإرادة حقيقية لحماية العامل، مؤكداً استعداد منظمة العمل العربية لتقديم الدعم الفني للدول العربية الأعضاء في إطار جهودها لتحديث أنظمة تفتيش العمل.
كما ألقى معالي السيد عصام الأحمر وزير الشؤون الاجتماعية بالجمهورية التونسية كلمة ثمّن خلالها الدور الذي تقوم به منظمة العمل العربية في تعزيز علاقات العمل بين أطراف الإنتاج الثلاثة على مستوى الوطن العربي، متقدماً بالشكر للمنظمة على تنظيم هذه الندوة، التي تعتبر محاولة لاستشراف العلاقات المهنية، منوهاً إلى تطور هذه العلاقات باعتبار أن هناك إيجابيات يمكن الاستفادة منها وامتصاص آثار الخطر ؛ وأن هناك نوعين من طرق العمل الأولى هي الطريقة التقليدية، والثانية هي العلاقات المهنية الافتراضية كالعمل للحساب الخاص والمنصات الرقمية، مؤكداً على ضرورة تعريف العلاقة المهنية لتشمل أنماط العمل الجديدة سواء العمل عن بعد أو العمل في المنصات الرقمية، بالإضافة إلى أهمية العمل على مواكبة متفقدي الشغل للمستجدات في العلاقات المهنية ليكون لديهم القدرة على توصيف العلاقات الجديدة للشغل بالشكل الصحيح وتمييز وتصنيف المنظومات الرقمية داخلية كانت أم خارجية،
هذا واستعرضت الندوة عدداً من المحاور، أبرزها: التخطيط الاستراتيجي ومؤشرات أداء تفتيش العمل، وأدلة تفتيش العمل والصحة والسلامة المهنية في إطارالأنماط الجديدة للعمل، وأساليب وتقنية التفتيش الذكي في ظل التكنولوجيا الحديثة للمعلومات والاتصال، وآليات تجاوز صعوبات تفتيش العمل وإنفاذ التشريعات وفقا لمعايير العمل العربية والدولية، وخرجت الندوة بعدد من التوصيات أهمها:-
- دعوة الدول العربية لضرورة إجراء مراجعات شاملة للتشريعات العمالية والاجتماعية في الدول العربية، لضمان ملاءمتها للأنماط الجديدة من علاقات العمل التي فرضتها التحولات الاقتصادية والتكنولوجية، وبما يضمن حماية حقوق جميع أطراف العمل.
- التأكيد على تحديث إدارات تفتيش العمل في الدول العربية من خلال اعتماد التقنيات الحديثة للتحقيق والتفتيش، وتبني آليات “التفتيش الذكي” باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال، بما يسهم في رفع كفاءة الرقابة على بيئات العمل غير التقليدية.
- دعوة الدول العربية إلى اعتماد الأدلة الاسترشادية الصادرة عن منظمة العمل العربية – لا سيما حقيبة تفتيش العمل والصحة والسلامة المهنية في إطار الأنماط الجديدة للعمل – كمرجعية تدريبية.
- العمل على بناء قدرات مفتشي العمل من خلال برامج تدريبية متخصصة ومتواصلة
- تفعيل آليات التعاون العربي من خلال تعزيز تبادل الخبرات والممارسات الجيدة بين إدارات تفتيش العمل في الدول العربية،
- الرقابة على بيئات العمل الافتراضية وتطوير أدوات تفتيش مبتكرة،
- حث الحكومات على تطوير سياسات عملية لإدماج العاملين في الاقتصاد غير المنظم، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية والصحية لهم، بما يعزز الاستقرار في سوق العمل،
- تطوير مؤشرات الأداء في تفتيش العمل والتأكيد على ضرورة اعتماد منهجيات التخطيط الاستراتيجي وإعداد مؤشرات أداء واضحة وواقعية لقياس فاعلية إدارات التفتيش وتحديد نقاط التحسين،
- دعوة الدول العربية إلى مواءمة آليات التفتيش الوطني مع اتفاقيات وتوصيات منظمة العمل العربية، بما في ذلك الاتفاقيات العربية رقم (7) و (19) و(20).
وفي ختام الندوة أعرب السيدات والسادة المشاركون عن شكرهم لمعالي الأستاذ فايز علي المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية لجهوده المقدرة وجهود المنظمة في عقد هذه الندوة الهامة لتطوير أنظمة تفتيش العمل في ظل المتغيرات والتحديات التي تواجه أسواق العمل العربية.