منظمة العمل العربية تعقد جلسة حوارية حول الإجهاد الحراري في الرياض
ضمن فعاليات المؤتمر الدولي السابع للسلامة والصحة المهنية، الذي عقد في العاصمة الرياض ،المملكة العربية السعودية خلال الفترة 4-6 مايو/أيار 2025 ، نظمت منظمة العمل العربية بالتعاون مع اللجنة الوطنية للجان العمالية، والمجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية بالمملكة العربية السعودية، جلسة نقاشية هامة حول “الوقاية من الإجهاد الحراري وتعزيز القدرة على الصمود“. وذلك يوم الأحد الموافق 4 مايو -أيار 2025 بحضور معالي الأستاذ فايز علي المطيري، المدير العام لمنظمة العمل العربية وسعادة المهندس ماجد الفويز الأمين العام للمجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية، والمهندس ناصر الجريد رئيس اللجنة الوطنية للجان العمالية، والسيد لوك تراينجل الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات ( ITUC ) وبمشاركة ممثلين عن دول عربية وأجنبية، وعدد من ممثلي المنظمات الاقليمية والدولية.
وفي كلمته الافتتاحية، رحب معالي الأستاذ فايز علي المطيري بالسيدات والسادة المشاركين والخبراء والحضور الكريم، مثمنًا جهود وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والمجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية في تنظيم هذا الحدث الدولي المتميز سنويًا.
مشيراً إلى أن: “مناقشة موضوع الإجهاد الحراري في بيئة العمل باتت ضرورة ملحة تفرضها التغيرات المناخية”، مستعرضاً أهم أهداف الجلسة: ” تبادل الخبرات حول أفضل التدابير والإجراءات الوقائية، وخطط الطوارئ الفعالة، وتقييم استجابة الحكومات والشركاء الاجتماعيين، و إعادة توزيع الأدوار بينهم لإشراك جميع الأطراف في تنفيذ حلول فعالة ومستدامة.”
وأوضح المطيري: “أن التقارير الدولية تشير إلى تعرض ملايين العمال عالميًا لمخاطر الإجهاد الحراري، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية، وارتفاع معدلات الحوادث والأمراض المهنية، والوفيات المرتبطة بالعمل”، مع تكاليف اقتصادية واجتماعية باهظة.
ونوّه إلى قرار مؤتمر العمل العربي في دورته الحادية والخمسين لعام 2025، بدعوة منظمة العمل العربية إلى إعداد وإصدار أداة معيارية عربية حول الإجهاد الحراري في خطوة ريادية واستباقية تعكس إدراك منظمة العمل العربية وأطراف إنتاج لجسامة التحديات وضرورة الاستجابة السريعة.
وأوضح قائلاً:”هذه الأداة المعيارية تستهدف وضع معايير واضحة وحدود عتبية مقبولة لدرجات الحرارة المسموح بها في أماكن العمل. وتمكين أصحاب العمل من اعتماد خطط وقائية مستجيبة لظروف الارتفاع المفرط في درجات الحرارة، كما تضمن حماية العمال، لا سيما في القطاعات الأكثر تأثراً مثل الزراعة والتشييد والبناء والأعمال الخارجية. وتدعم الحكومات في تحديث التشريعات الوطنية وصياغة سياسات وبرامج للتكيف مع تأثيرات الإجهاد الحراري على صحة وسلامة العمال و بيئة العمل”.
وأكد في كلمته على أن “الإنسان العامل سيظل المحور الرئيسي للتنمية المستدامة وأساس النهضة الاقتصادية والاجتماعية”، وأكد قائلاً: “أن منظمة العمل العربية وبعد مرور ستين عاماً على تأسيسها، ستظل شريكًا فاعلاً وملتزمًا في دعم مسارات العمل الآمن والصحي لتحسين شروط وظروف العمل في بيئات عمل أكثر أمانًا وإنصافًا واستدامة في الدول العربية”.
كما أعرب عن: “الشكر الجزيل للمملكة العربية السعودية قيادةً وحكومةً وأطراف إنتاج، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال وحسن التنظيم، متمنيًا لأعمال المؤتمر الدولي السابع للسلامة والصحة المهنية كل التوفيق والنجاح، سائلاً الله تعالى أن يديم على هذه الأرض المباركة نعمة الأمن والاستقرار والازدهار”.
أما سعادة المهندس ماجد الفويز الأمين العام للمجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية فقد تحدث في كلمته الافتتاحية عن التزام المملكة العربية السعودية بحماية كافة العاملين من الإجهاد الحراري، والعمل الجاد الذي يقومون به لتطوير منظومة الصحة والسلامة المهنية لتعزيز قدرة العمال على مواجهة كافة التحديات ومنها ما يخص الاجهاد الحراري واستعرض بعض الإنجازات الهامة فيما يخص الأطر السياساتية، وتطوير المنظومة الرقابية والمرتبطة بمنظومة للبلاغات مشيراً أنه في العام الماضي تجاوز التزام المنشآت 95% في تطبيق تعليمات الإجهاد الحراري.
هذا ورحب المهندس ناصر الجريد رئيس اللجنة الوطنية للجان العمالية في كلمته الافتتاحية بالحضور في رحاب رياض السعودية مؤكداً على أهمية الحفاظ على حقو ق العمال وصحتهم وسلامتهم وتوفير مكان العمل الآمن والصحي، كما نوّه إلى الاستراتيجية الخليجية الموحدة للصحة والسلامة المهنية مبيناً حرص اللجنة الوطنية على نشر التوعية بأهمية الامتثال لتشريعات العمل والصحة والسلامة المهنية.
واستضافت الجلسة التي استمرت ساعتين خمسة من السادة الخبراء العرب والدوليين وهم : الدكتور أحمد الشطي، استشاري الصحة العامة والطب المهني والبيئي ( وزارة الصحة، جامعة الكويت) والدكتورة منال قزي، قائد فريق السلامة والصحة المهنية (منظمة العمل الدولية)، والدكتور ايفان ايفانوف رئيس فريق الصحة المهنية وبيئة العمل (منظمة الصحة العالمية)، والبروفيسور جيسون لي، مدير مركز التكيف مع الحرارة والأداء (سنغافورة)، والبروفيسور أندرياس فلوريس، أستاذ الفسيولوجيا في جامعة ثيسالي(اليونان)، وتخلل الجلسة مناقشات و عروضاً تقديمية وذلك ضمن محاور عمل الجلسة التي شملت مايلي:
مفهوم الإجهاد الحراري؛ تعريفه وأسبابه وتأثيراته على الجسم، تحديد عوامل الخطر في بيئات العمل المختلفة، واستراتيجيات الوقاية الفعالة، واستعراض أفضل الممارسات لتعزيز قدرة العاملين على تحمل الظروف المناخية الحارة، ودور أصحاب العمل والعمال في تطبيق إجراءات السلامة والوقاية، والتوعية بأهمية الفحوص الطبية الدورية.