“المطيري “من عمان: “علينا أن نعمل على تعزيز ثقافة التعلم المستمر وتطوير سياسات تجعله متاحاً للجميع”

بتشريف ورعاية كريمة من معالي السيد خالد البكار  وزير العمل في المملكة الأردنية الهاشمية، وحضور  سعادة رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة الأردن السيد المهندس فتحي الجغبير ، ورئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن السيد خالد الفناطسة ،وبحضور 78 مشارك ومشاركة من ممثلي أطراف الإنتاج الثلاثة من 15دولة عربية، افتتحت أعمال الندوة القومية حول “أهمية التعليم والتدريب التقني والمهني في مواكبة الاحتياجات المستقبلية لأسواق العمل”، التي تنظمها منظمة العمل العربية في العاصمة عمان يومي 10-11 نوفمبر -تشرين الثاني 2024

واستهل معالي الأستاذ فايز علي المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية الجلسة الافتتاحية بكلمة وجه فيها الشكر لمعالي السيد خالد البكار، وزير العمل في المملكة الأردنية الهاشمية، على رعايته للندوة القومية حول “أهمية التعليم والتدريب التقني والمهني في مواكبة الاحتياجات المستقبلية لأسواق العمل”، مشيداً بالأردن كنموذج عربي مشرق لمسيرة التقدم والتطور  بقيادة  جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، واصفاً عمان بأنها “تنبض بروح العروبة، والأصالة، والتراث العريق”.

وأشار إلى أن التغيرات السريعة في سوق العمل تتطلب إعادة النظر في منظومة التعليم والتدريب المهني والتقني، قائلاً: “التغيرات السريعة تجعل من منظومة التعليم والتدريب المهني والتقني أكثر أهمية من أي وقت مضى لضمان أن يواكب أبناؤنا احتياجات سوق العمل المتزايدة.” هذا و أكد أن تحديات مثل البطالة والتحول الرقمي تستلزم “رؤية جديدة لإيجاد حلول مبتكرة وواعدة” تتماشى مع متطلبات أصحاب العمل، وأن المهارات الرقمية أضحت حاجة أساسية وليست مجرد خيار، وأسواق العمل في الدول العربية تتطلب المزيد والمزيد من المهارات الرقمية، وهو ما يعكس الفجوة القائمة بين مخرجات التعليم والتدريب واحتياجات سوق العمل.

وشدد “المطيري” على أهمية الشراكة بين أطراف الإنتاج الثلاثة لتصميم برامج تدريبية تتماشى مع احتياجات السوق الحالي والمستقبلي، وأوضح أن التعليم لم يعد ينتهي بالحصول على شهادة، قائلاً: “علينا أن نعمل على تعزيز ثقافة التعلم المستمر وتطوير سياسات تجعله متاحاً للجميع.”

كما استعرض جهود منظمة العمل العربية خلال مسيرتها التي شارفت على الستين عامًا في تطوير التدريب المهني، وأبرز الاتفاقيات العربية ذات الصلة، ومنها “الاتفاقية رقم 21 بشأن التوجيه والتدريب المهني” والاستراتيجية العربية للتدريب والتعليم التقني والمهني المحدثة ، مشيراً إلى أن المنظمة تعمل على “تقديم الدعم الفني اللازم لأطراف الإنتاج الثلاثة في الدول العربية.”

وتضامناً مع عمال وشعب لبنان وفلسطين، قال: “نشاطر عمال وشعب لبنان الشقيق وفلسطين وغزة الحبيبة مصابهم الجلل، ونعلن تضامننا الكامل معهم في معاناتهم اليومية جراء العدوان الغاشم المتواصل الذي يستهدف المدنيين والصحفيين والأطباء وعمال الإغاثة ويدمر المناطق السكنية والمستشفيات والمعامل والمؤسسات والبنية التحتية، متجاوزاً كل الخطوط الحمراء من قرارات دولية وشرائع إنسانية.”

واختتم كلمته بشكر الحضور والمشاركين، آملاً أن تسهم النقاشات بمشاركة الخبراء الأكفاء في الخروج بتوصيات عملية تسهم في تحسين منظومة التعليم والتدريب المهني والتقني في الدول العربية.

البكار: “الحكومة الأردنية قامت تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو ولي العهد بحوكمة قطاع التعليم المهني والتقني لردم فجوة المهارات بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل.”

أعرب معالي وزير العمل السيد خالد البكار عن ترحيبه بالسادة الحضور ، مثمّنًا جهود العاملين في منظمة العمل العربية في إيجاد المزيد من فرص العمل والحفاظ على مكتسبات العمال في شروط عمل لائق. وأكد على اعتزاز الأردن بانتمائه العربي وحرصه على المساهمة في مستقبل يليق بطموح الأجيال.

وفي سياق حديثه عن الظروف الراهنة الاستثنائية، شدد الوزير على موقف الأردن الثابت والداعم لإحلال السلام  وحفظ الأمن في المنطقة، معربًا عن تضامن الأردن مع فلسطين ولبنان في ظل ما تتعرضان له من عدوان، قائلاً:“تتعرض الأراضي الفلسطينية واللبنانية إلى عدوان همجي تشنه يد البطش الإسرائيلية أدى إلى مزيد من الفوضى والدمار والذي كان له أثراً سلبيا كبيراً على أسواق العمل وقضايا التشغيل ودون حلول واضحة المعالم”، داعيًا المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب الحقوق المشروعة وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.

وأشار البكار إلى الجهود التي تقوم بها الحكومة الأردنية بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو ولي العهد في حوكمة قطاع التعليم المهني والتقني، بهدف تقليص الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل. كما أشار إلى دور مؤسسة التدريب المهني في تطوير معاهد التدريب ومراكز التميز للحصول على الاعتمادات الدولية، وتقديم برامج تدريب مهني متقدمة تشمل التقنيات الحديثة وتدعم الذكاء الصناعي.

كما أكد معالي الوزير على أهمية الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص من خلال مجالس المهارات المهنية  القطاعية لتطوير المعايير المهنية وضبط العملية التدريبية بما يتناسب مع احتياجات السوق، وبما يسهم في نهضة وتنمية الاقتصاد الوطني والحد من معدلات الفقر والبطالة. واختتم البكار كلمته بتوجيه الشكر لمنظمة العمل العربية ومديرها العام معالي السيد فايز المطيري، معربًا عن أمله بأن تخرج الندوة بتوصيات فعّالة لتطوير منظومة التدريب المهني والتقني في الوطن العربي بما يخدم تطلعات شباب المستقبل.

وفي نهاية الجلسة الافتتاحية قدم معالي المدير العام لمنظمة العمل العربية دروع المنظمة  التكريمية لكل من معالي السيد خالد البكار  وزير العمل، و سعادة السيد المهندس فتحي الجغبير، و السيد خالد الفناطسة تقديراً لجهودهم المبذولة في النهوض بقطاعات العمل وقضايا العمال والتشغيل في المملكة الأردنية الهاشمية.

 

وتهدف هذه الندوة القومية إلى تعريف المشاركين بواقع وآفاق منظومة التعليم والتدريب التقني والمهني، والتعريف بالاستراتيجية العربية للتدريب والتعليم التقني والمهني “المحدثة”، ودور الارشاد والتوجيه المهني في مواكبة الاحتياجات المستقبلية وتكافؤ الفرص، والتأكيد على أهمية المواءمة بين مخرجات التعليم والتدريب والاحتياجات الفعلية لسوق العمل، وتبادل التجارب والخبرات بين الجهات المشاركة للاستفادة من التجارب الناجحة.

تناقش الندوة القومية حول “أهمية التعليم والتدريب التقني والمهني في مواكبة الاحتياجات المستقبلية لأسواق العمل”، التي تستمر ليومين عدداً من المحاور الهامة  من خلال أربع جلسات حوارية مايلي:

  • دور سياسات التعليم التقني والتدريب المهني في توفير متطلبات الوظائف المستقبلية
  • رقمنة مؤسسات التعليم التقني والتدريب المهني لتتواءم مع المتغيرات الحالية
  • برامج الإرشاد والتوجيه المهني وآليات تكافؤ الفرص
  • واقع وآفاق منظومة التعليم التقني والتدريب المهني في الدول العربية
مواضيع ذات الصلة