“تنظيم الهجرة الصحية والهجرة العائدة ” في جلسة حوارية مع المدير العام لمنظمة العمل العربية

برعاية كريمة من صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله وبتنظيم مشترك بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية – قطاع الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة الأردنية، عقد المؤتمر العربي الأول “دور الكفاءات الصحية العربية المهاجرة في دعم النظم الصحية بالبلدان العربية” في العاصمة عمان – المملكة الأردنية الهاشمية خلال الفترة 19-20 أكتوبر- تشرين الأول 2024، بالتعاون مع المجلس العربي للاختصاصات الصحية والمنظمة العربية للتنمية الإدارية واتحاد الجامعات العربية وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية.

 وبدعوة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية شارك معالي الأستاذ فايز علي المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية والوفد المرافق في أعمال المؤتمر العربي الأول من نوعه على المستوى العربي، وقد حضر هذا المؤتمر 320 مشاركاً ومشاركة حيث جمع عدداً من معالي السادة وزراء الصحة العرب وممثليهم والخبراء المتخصصين والكفاءات الصحية المهاجرة والذي يعد فرصة لتعزيز التواصل والقدرة على تقديم أفضل الخدمات ودعم التعاون العربي في هذا المجال.

وفي الجلسة الافتتاحية قدم معالي الدكتور عادل عدوي رئيس المكتب التنفيذي للمجلس العربي للاختصاصات الصحية كلمته الترحيبية متقدماً بالشكر للمملكة الأردنية الهاشمية على استضافتها هذا المؤتمر تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله. واستعرض في كلمته بعض الحقائق عن واقع وتحديات هجرة الكفاءات الصحية من الدول العربية والتي تفاقمت بعد جائحة كورونا، وتداعياتها على الدول المصدرة وفي مقدمتها ضياع جهود الدولة في التعليم والبحث العلمي والاقتصاد وتطبيق التغطية الصحية الشاملة.

وألقت معالي الدكتورة هالة يوسف المستشار الاقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية،الضوء على الفجوات والتحديات التي واجهت الدول العربية للاحتفاظ بالقوى العاملة في القطاع الصحي.

أما معالي الدكتورة حنان بلخي مديرة المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، فقد أشارت إلى زيادة وتيرة الهجرة الصحية بقصد العمل في ظروف أفضل وتحقيق الاستقرار والارتقاء المهني منوهة إلى الأزمات الاقتصادية التي دفعت العقول الصحية للهجرة، داعية إلى الاستفادة القصوى من العمال المهاجرين بما يعود بالنفع على بلدانهم الأصلية، وأوضحت أن الكثير منهم قد أسهم في وضع السياسات الصحية وبناء القدرات وتقديم الخدمات من خلال أطر وآليات ناجحة، كما أشارت إلى مدونة منظمة الصحة العالمية حول قواعد الممارسة لتوظيف العاملين الصحيين، ودعت إلى إنشاء منصة إقليمية للتعاون والتنسيق وتبادل الخبرات.

في حين أكد معالي الدكتور صالح الحسناوي رئيس الدورة العادية لمجلس وزراء الصحة العرب على ضرورة الوصول إلى الخطوات الأساسية التي يتوجب على الحكومات العربية اعتمادها لاستغلال الطاقات الشابة وتجسير العلاقة مع الكفاءات المهاجرة والكثير منها يشار إليه بالبنان مؤكداً ضرورة فتح الأبواب أمامهم للمشاركة الفاعلة والجادة للمساهمة في تطوير بلدانهم.

وفي كلمة مسجلة لمعالي الدكتور خالد عبد الغفار  وزير الصحة والسكان في جمهورية مصر العربية عبر فيها عن أهمية هذا المؤتمر كبادرة مشرقة لتسليط الضوء على موضوع شائك وهو هجرة العقول الطبية، وتحدث عن أسبابها وتداعياتها على الدول العربية، داعياً إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بسد العجز  وتحقيق التكامل العربي واقترح معاليه إعداد دليل إحصائي شامل للتعرف على تعداد الكفاءات المهاجرة وميادين عملها لدعم النظم الصحية العربية.

هذا ورحبت معالي الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالسيدات والسادة المشاركين ونقلت تحيات معالي الأستاذ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وتمنياته للمؤتمر بالنجاح والتوفيق. مذكرة بمرور عام على العدوان الغاشم والإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة وسط صمت دولي مطبق، وأكدت دعم جامعة الدول العربية لفلسطين ولبنان والسودان، وأعربت عن تقديرها للعاملين في القطاع الصحي من الكفاءات المهاجرة ومشاركتهم في هذا المؤتمر الهام لتعزيز فرصة الحوار البناء ومد الجسور  معهم، واستعرضت جدول أعمال المؤتمر  متمنية أن تكون نتائجه قيمة علمية مضافة.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية تقدم الدكتور فراس الهواري وزير الصحة في المملكة الأردنية الهاشمية بكلمة رحب فيها بأصحاب المعالي والسعادة والعطوفة والسادة المشاركين  في المؤتمر العربي الأول الذي يعقد برعاية سامية من صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله وبمشاركة نخبة من الكفاءات العربية المهاجرة، ونقل تحيات صاحب الجلالة وتمنياته بنجاح المؤتمر وتحقيق أهدافه المرجوة. كما شكر  معاليه جامعة الدول العربية على اهتمامها بقطاع الصحة وتكثيف الجهود لتعزيز الخبرات، معتبراً هذا المؤتمر خطوة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك مع اعتبار الكفاءات الصحية المهاجرة ركيزة أساسية في هذا التعاون، بوجود سياسات استباقية ومبادرات فعالة، معرباً عن عميق شكره للكفاءات التي نقلت خبراتها المتميزة إلى أوطانهم.

وخلال الجلسة الحوارية شكر معالي الأستاذ فايز علي المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر الهام كما شكر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ووزارة الصحة في المملكة الأردنية الهاشمية والجهات المنظمة على استضافته كمتحدث في هذه الجلسة، مشيداً بالجنود المجهولين من العاملين في القطاع الصحي في دولتي فلسطين ولبنان الذين يخاطرون بحياتهم في حرب شرسة لا تميز بين طبيب ومسعف ومدني؛ لتلبية نداء الوطن والواجب في ظروف مهنية قاهرة وشاقة وخطرة لإنقاذ الأرواح وإسعاف المصابين، ترافقت مع انقطاع الماء والكهرباء والأدوية والنقص الحاد في الوقود مما زاد من معاناتهم.

وأشار في حديثه إلى جائحة كورونا التي كشفت عن نقص الكوادر  والأجهزة الطبية والسياسات الصحية المستجيبة للأزمات  والطوارئ، مما زاد الحاجة لاتخاذ إجراءات لوقف هجرة الكفاءات الصحية ومراجعة الأنظمة الصحية.   منوهاً إلى أن تزايد هجرة العاملين في القطاع الصحي لتحسين ظروفهم المعيشية والمهنية يشكل تحدياً للدول المصدرة. موضحاً أن الحاجة ملحة لتنظيم الهجرة وتسهيل العودة المؤقتة أو الدائمة للكفاءات الصحية لتعظيم الاستفادة من خبراتهم.

واستعرض “المطيري” خلال مداخلته بعضاً من مبادرات منظمة العمل العربية في مجال هجرة اليد العاملة، التي تعتبر مراجع هامة ومتميزة لجميع المهتمين في هذا الشأن. وأشار إلى 7 تقارير أصدرتها المنظمة حول التشغيل والبطالة، تناولت بعض محاورها الهجرة العربية، تنقل العمالة، التشريعات والإجراءات، والهجرة الدائرية، إضافة إلى إعداد  بعض الدراسات في هذا المجال. ومن جانب آخر أصدرت المنظمة دليلاً استرشادياً بعنوان “برنامج الصحة المهنية لقطاع الرعاية الصحية في حالات الأوبئة والطوارئ” لعام 2020، الذي يشمل برنامجًا متكاملاً لخدمات الصحة المهنية موجه للعاملين في القطاع الصحي، إضافة إلى العديد من الأنشطة / ورش العمل، الندوات، والمنتديات حول هجرة اليد العاملة بمشاركة مكثفة من أطراف الإنتاج الثلاثة في الوطن العربي، وأن منظمة العمل العربية أصدرت 21 اتفاقية عمل عربية منها الاتفاقيات ذات الصلة ، كالاتفاقية رقم 1+6 بشأن مستويات العمل التي تنص على ضرورة تضمين قوانين العمل موضوع الهجرة للعمل. والاتفاقية رقم 2 بشأن تنقل الأيدي العاملة بين الدول العربية.   والاتفاقية رقم 14 التي تؤكد حق العامل العربي في الحصول على التأمينات الاجتماعية أثناء التنقل للعمل.

وأضاف “المطيري” أن: “الكوادر الصحية المهاجرة تمثل جسورًا لنقل المعرفة والخبرات الحديثة التي تساهم في تعزيز الأنظمة الصحية العربية، ونحن بحاجة إلى استراتيجية عربية شاملة لتنظيم الهجرة الصحية وتعزيز التعاون بين الدول العربية للاستفادة من الكفاءات المهاجرة، مع الحفاظ عليها في إطار الدول العربية” و أكد في مقترحاته على أهمية مقترح معالي الدكتورة حنان بلخي المدير ة الاقليمية لمنظمة الصحة العالمية في كلمتها بإنشاء منصة إلكترونية تربط العاملين العرب في القطاع الصحي وتوفر فرص العمل والتدريب.  وأشار إلى ضرورة دعم البحث العلمي والنشر وإنشاء قاعدة بيانات حول هجرة العاملين الصحيين.  وتحفيز الاستثمار في البنية التحتية الصحية وتحسين بيئة العمل للحد من الهجرة.  وتبني برامج لتبادل الكفاءات الصحية والزمالة والتدريب المتبادل.  وتوفير حوافز للعاملين الصحيين العائدين. وكذلك تطوير إطار قانوني موحد لتنظيم الهجرة الصحية بين الدول العربية وضمان حقوق العاملين. وأكد على أهمية تعزيز التعاون مع المنظمات العربية والإقليمية لتنظيم الهجرة الصحية بشكل يعود بالنفع على أوطانهم.

واختتم قائلاً: “إن هذا المؤتمر يمثل نقطة الانطلاق لبذل المزيد من الجهود و العمل سويًا على تطوير استراتيجيات ومنهجيات مبتكرة تضمن تدفق الخبرات الصحية بين دولنا العربية، آملين أن نجعل منطقتنا العربية نموذجًا عالميًا في تطوير النظم الصحية وتعزيز التكامل الاقليمي”.

وصدر عن المؤتمر العربي الأول “دور الكفاءات الصحية العربية المهاجرة في دعم النظم الصحية بالبلدان العربية” إعلان عمان  الذي أعرب فيه معالي وزراء الصحة العرب والسيدات والسادة المشاركون عن شكرهم وتقديرهم العميق لصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر الأول من نوعه في المنطقة العربية،و قد أكد الإعلان على أهمية وضع استراتيجية عربية للاستفادة من الكفاءات الصحية العربية المهاجرة دعماً للقطاعات الصحية في المنطقة العربية، وتفعيل دورها لاسيما حوكمة الهجرة وإيجاد المناخ الملائم لإطلاق طاقات الكفاءات الصحية في خدمة دولها الأصلية، ومواصلة التنسيق لمتابعة الجهود والتواصل مع الكفاءات الصحية العربية المهاجرة لإنشاء قاعدة بيانات تضم كافة بيانات الكفاءات الصحية العربية في المهجر في كافة التخصصات، بما يعزز من دور هذه الكفاءات في تنفيذ البرامج والاستراتيجيات العربية والإقليمية والاستفادة من خبراتهم في مختلف المجالات الصحية، ودعم النظم الصحية العربية، خاصة في مجالات الإغاثة الإنسانية وطب الطوارئ والتدريب والصحة العامة والطب عن بعد.

كما دعا الإعلان وزارات الصحة بالدول العربية، إلى إعداد برامج لتحفيز الكفاءات الصحية العربية المهاجرة، لدعم التدريب وبناء قدرات الكوادر الصحية، ودعم وتطوير خدمات ونظم الرعاية الصحية، ودعم البحث العلمي في الدول العربية، ووضع وتفعيل السياسات الوطنية التي تعمل على جذب الكفاءات الصحية العربية المهاجرة للمساهمة في تطوير وتعزيز خدمات الرعاية الصحية في دولها الأصلية، مشيراً إلى تنظيم المؤتمر العربي حول دور الكفاءات الصحية العربية المهاجرة في دعم النظم الصحية بالدول العربية، بشكل دوري تحت مظلة جامعة الدول العربية، بالتنسيق مع المجلس العربي للاختصاصات الصحية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، واتحاد الجامعات العربية، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية، ومنظمة العمل العربية، والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بهدف تعزيز التعاون حول هجرة العاملين الصحيين والاستفادة من خبراتهم لدعم القطاع الصحي بالدول العربية.

مواضيع ذات الصلة