تدين منظمة العمل العربية وتستنكر بأشد العبارات العدوان الغاشم الذي تشنه قوات الاحتلال على رفح الفلسطينية تمهيداً لاجتياحها، والذي يمثل استمراراً لسياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها بحق ما يقرب من مليون ونصف شخص من المدنيين العزل معظمهم أطفال ونساء وشيوخ، وأكثرهم مرضى ومصابين يواجهون الآن خطر الموت والنزوح من جديد، جراء القصف الذي يستهدف تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، بهدف إعادة رسم جغرافية المنطقة.
إن استهداف دولة الاحتلال لرفح والرغبة في الاستحواذ على محور فيلادلفيا ومحور رفح ضمن الحملة الدموية الممنهجة لاقتحام كافة المناطق الفلسطينية وتهجير سكانها قسرياً، وإجبار النازحين على إخلاء مناطق واسعة منها وسط تحذيرات من عواقب مدمرة وكوارث إنسانية في انتهاك صارخ لكافة الأعراف والقوانين الدولية، هو تصعيد خطير يوقف جهود الوساطة ومسار التفاوض والعملية السياسية القائمة لوقف العدوان، ناهيك عن الأعمال العنصرية الاستفزازية المتكررة مستهدفة مشاعر العرب والمسلمين ومناصري العدالة والحرية والسلام في أنحاء العالم.
وإذ تؤكد منظمة العمل العربية على دعمها الكامل واللامحدود لعمال وشعب فلسطين، تطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن باتخاذ إجراءات فورية وحاسمة ترقى إلى مستوى مسؤولياتهم بموجب القانون الدولي لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الأبرياء وضمان إيصال المساعدات الطبية والإغاثية العاجلة، والدفع بعملية السلام لإيجاد حل عادل وشامل، كما تدعو أطراف الإنتاج الثلاثة في الدول العربية إلى مضافرة الجهود وتوحيد الصفوف لدعم عمال وشعب فلسطين بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة، والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.