عشية يوم الأرض ترفع منظمة العمل العربية أسمى عبارات الإجلال والإكبار لجميع العمال على أرض فلسطين المحتلة، وتحيي إرادتهم وعزيمتهم التي لا تلين، وصمودهم المشرّف حفاظاً على أرضهم وهويتهم ووجودهم.
إن الأحداث التي شهدها يوم الأرض عام 1976 والتي استجاب فيها الشعب الفلسطيني الحر لنداء الواجب في الوقوف أمام مصادرة أراضيه، ستظل رمزاً وطنياً وعربياً للصمود والمقاومة، وشاهداً حياً على قوة الإرادة والتحدي أمام آلة القمع والقتل الهمجية، وتوثيقاً تاريخياً لمحطة فاصلة في مسيرة الكفاح الفلسطيني ضد دولة الاحتلال التي أمعنت في انتهاك حقوقه، ومارست أبشع أشكال العنف والتطهير العرقي ومصادرة الأراضي في ظل محاولات لامتناهية لتهجيره قسرياً من أرضه ووطنه. واليوم يعيش عمال وشعب فلسطين فصلاً جديداً من فصول هذه المأساة على مدى الشهور الماضية، ليرسم صورة قاتمة هي من أقسى صور الاضطهاد والظلم التي لحقت بشعب على مر التاريخ.
ونحن في منظمة العمل العربية، وإذ نحيي هذه الذكرى المجيدة، نجدد دعمنا المطلق والمتواصل لأصحاب الأرض عمال وشعب فلسطين في نضالهم وتضحياتهم الجسام وصمودهم الأسطوري في الدفاع عن الهوية والسيادة والحق في العيش بكرامة على أرضهم، ونبتهل لله عز وجل أن يرحم آلاف الشهداء من المدنيين ويشفي الجرحى والمصابين الذين لم يسلموا من الهجمات الوحشية التي نالت من الأطفال والنساء والشيوخ الآمنين في البيوت والمستشفيات وفي مراكز الإيواء.
وندعو المجتمع الدولي وجميع الأطراف الفاعلة والمنظمات الحقوقية وأطراف الإنتاج الثلاثة والقوى المناصرة للحرية والسلام في العالم إلى تحمل مسؤولياتها وتكثيف الجهود وتوحيد المواقف لاتخاذ خطوات ملموسة تنهي معاناة عمال وشعب فلسطين.
وفي هذا السياق، نؤكد على ضرورة:
- وقف العدوان المتواصل وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يتعرض لها عمال وشعب فلسطين على يد قوات الاحتلال يومياً؛
- إدانة مخططات التهجير الذي تستهدف سكان قطاع غزة، من خلال تدمير المدن والبنية التحتية، و التعطيش والتجويع، والحرمان من المواد الأساسية، وفق سياسات ممنهجة هادفة إلى دفع الفلسطينيين لمغادرة أرضهم؛
- دعم حق عمال وشعب فلسطين في مقاومة الاحتلال وحق العودة وتقرير المصير؛
- ضمان دخول المساعدات وإنشاء الممرات الإنسانية؛
- إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين من العمال الفلسطينيين؛
- تقديم الدعم اللازم للصندوق الوطني للتشغيل والحماية الاجتماعية.
إن منظمة العمل العربية، وبهذه المناسبة الخالدة، تجدد التزامها الثابت بدعم عمال وشعب فلسطين في يوم الأرض وكل يوم، في كافة المحافل الدولية والإقليمية، إنطلاقاً من إيمانها الراسخ بعدالة هذه القضية المحورية ،وبأن السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا من خلال الاعتراف الكامل بحقوقهم المشروعة، بما في ذلك حقهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.