المطيري: “قانون العمل العماني 53 لعام 2023 يكرّس البيئة التشريعية الضامنة لمجتمع أكثر إنصافاً وعدالة لجميع العمال على أرض السلطنة”
تحت رعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي بن محمود آل سعيد محافظ ظفار، نظمت وزارة العمل في سلطنة عمان بالتعاون مع منظمة العمل العربية الملتقى الخليجي للسلامة والصحة المهنية تحت شعار”رعاية ونماء“ في مدينة صلالة على مدى يومي 27 -28/ أغسطس- آب/ 2023، بحضور 120 مشاركاً ممثلين عن أطراف الإنتاج الثلاثة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ووفد من موظفي وخبراء منظمة العمل العربية برئاسة معالي الأستاذ فايز علي المطيري، المدير العام لمنظمة العمل العربية.
يهدف الملتقى إلى تعزيز ونشر السلامة والصحة المهنية وتسليط الضوء على التقنيات الحديثة في مجال السلامة والصحة المهنية وتبادل الخبرات وتعزيز الحوار الاجتماعي والتعاون بين أطراف الإنتاج الثلاثة بشأن تفعيل الخدمات ذات العلاقة بالصحة والسلامة المهنية.
افتتح، أعمال الملتقى بالسلام السلطاني وآيات بينات من الذكر الحكيم ومن ثم ألقى الأستاذ ناصر بن سالم الحضرمي رئيس اللجنة المنظمة للملتقى كلمة وزارة العمل أكد فيها على أهمية تحسين واقع ممارسات الصحة والسلامة المهنية بصفته إحدى الاستراتيجيات التي تسعى وزارة العمل لتحقيقها … في حين أكد معالي الأستاذ فايزعلي المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية، على أن “هذا الملتقى الهام يضافر الجهود ويعظم الاستفادة من التجارب والخبرات المتبادلة من أجل توفير بيئة عملٍ أكثرُ أمناً وسلامةً وصحةً للجميع”
وأضاف: “يشرفني بهذه المناسبة أن أحيي جهود السلطنة وإنجازاتها المتميزة خلال السنوات الأخيرة، بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، كما أثمن عالياً المرسوم السلطاني الخاص بإصدار قانون العمل 53/ لعام 2023 والذي تضمن حزمةً من التحسينات الهامة التي تواكب متغيرات أسواق العمل، وتنظم العلاقة بين صاحب العمل والعامل في الأنماط الجديدة للعمل، وتسعى إلى تمكّين المواطن العماني، وتكرّيس البيئة التشريعية الضامنة لمجتمع أكثر إنصافاً وعدالة لجميع العمال على أرض السلطنة”.
وتقدم “المطيري” بالشـكر وعظيم الامتنان لصاحب السمو السيد مروان بن تركي بن محمود آل سعيد محافظ ظفار لتكرمه برعاية أعمال الملتقى، والذي يؤكد سعي السلطنة الجاد لتوفير كافة الوسائل لحماية العامل وتحقيق بيئة عمل آمنة وصحية في كافة القطاعات. كما توجه بالشكر لمعالي الأستاذ الدكتور محاد بن سعيد باعوين، على مبادرته الطيبة للتعاون مع المنظمة في تنفيذ هذا الملتقى، مما يعكس اهتمام وزارة العمل بقضايا الصحة والسلامة المهنية، ويؤكد على ذلك قرار إنشاء لجنة للسلامة والصحة المهنية على مستوى الوزارة، الوارد في قانون العمل الجديد، والذي يبرز مدى قيمة العامل الإنسان إن كان مواطناً أم وافداً، وحجم الجهود المبذولة في العمل على تنفيذ رؤية السلطنة 2040 وتحقيق الهدف الثامن لأجندة التنمية المستدامة، لتوفير العمل الكريم واللائق وتحقيق النمو الاقتصادي الشامل للجميع والمستدام.
” التحديات تتطلب منا التطوير والابتكارفي نهجنا وسياساتنا وبرامجنا لبناء أنظمة صحة وسلامة مهنية أكثر صموداً، “
هذا ونوّه معاليه إلى تغيرات عالم العمل والتحديات التي تفرضها فقال:” نشهد جميعاً تغير عالم العمل سريع التطور، تتزايد مسؤولياتنا وواجباتنا، فالتحديات التي تفرضها التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والناشئة وترتيبات أنماط العمل الجديدة على صحة وسلامة العامل، تتطلب منا التطوير والابتكار في نهجنا وسياساتنا وبرامجنا لبناء أنظمة صحة وسلامة مهنية أكثر صموداً، وتحثنا على مراجعة التشريعات الوطنية القائمة، واتباع نهج ديناميكي لمعالجة العديد من القضايا التقليدية والناشئة، فالحاجة اليوم ملحة أكثر من أي وقت مضى للتأكيد على أن الحق في بيئة عمل آمنة وصحية هو حق أساسي من حقوق الإنسان، وينبغي ضمان حمايته لجميع العاملين في دولنا العربية”.
كما أشار معاليه لهدف منظمة العمل العربية الأساسي في تحقيق العدالة الاجتماعية، وانطلاقاً من مسؤوليتها في تحسين ظروف وشروط العمل والنهوض بمستوى الصحة والسلامة المهنية على المستوى العربي،أصدرت المنظمة 19 اتفاقية و9 توصيات عمل عربية تضمنت أحكاماً تعزز مبادئ العمل اللائق، والحد من أوجه عدم المساواة، وتضمن حد أدنى من التأمينات الاجتماعية، وتصون الحريات النقابية و المفاوضة الجماعية، وتسعى إلى حماية الأجور، وتطوير المهارات، وتؤكد على القضاء على عمل الأطفال والعمل الجبري، وتدعو إلى حماية المرأة العاملة وذوي الإعاقة، وتأمين بيئة عمل آمنة وصحية، والامتثال لهذه الأحكام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتحقيق غايات العديد من أهداف خطة التنمية المستدامة 2030 من القضاء على الفقر والجوع وضمان الصحة الجيدة والمساواة بين الجنسين إلى السلام والعدل والمؤسسات القوية، وأخص بالذكر الهدف الثامن المرتبط بتعزيز النمو الاقتصادي، والعمالة الكاملة والمنتجة وتوفير العمل اللائق للجميع.
أن هذا الملتقى يعتبر منبراً متميزاً للحوار الاجتماعي بين أطراف الإنتاج الثلاثة في دول مجلس التعاون لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات، والتعرف على أحدث التقنيات في مجال السلامة والصحة المهنية، وسبل تعزيز ثقافة الوقاية المجتمعية المستدامة، وإرساء الشراكات للتعاون والتنسيق فيما بيننا بما يساهم في تفعيل الخدمات المتصلة بحماية العامل و بيئة العمل.
وفي ختام كلمته أشاد بالجهود التي بذلها الأخوة والأخوات في وزارة العمل للإعداد والتنظيم لهذا الملتقى والتي سـيكون لها كبير الأثر في إنجاح أعماله.
وتم عرض فيلم قصير حول دور وزارة العمل في متابعة منشآت القطاع الخاص لتطبيقها لاشتراطات لائحة السلامة والصحة المهنية.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية كرم معالي وزير العمل صاحب السمو السيد مروان بن تركي بن محمود آل سعيد محافظ ظفار راعي الملتقى، كما تقدم بدرع تكريمي إلى معالي الأستاذ فايز علي المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية في حين قام “المطيري” بتكريم صاحب السمو السيد مروان بن تركي بن محمود آل سعيد محافظ ظفار وراعي الملتقى وكلاً من معالي الدكتور وزير العمل ورئيس مجلس إدارة اتحاد غرف التجارة والصناعة ورئيس مجلس إدارة اتحاد العمال في سلطنة عمان.
هذا وقد تضمن الملتقى خمس جلسات عمل في إطار المحاور التالية:
- معايير السلامة والصحة المهنية ودورها في تحقيق الهدف الثامن من خطة التنمية المستدامة 2030،
- الابتكار والتقنيات الحديثة في مجالات الصحة والسلامة المهنية،
- إدارة المخاطر النفسية والاجتماعية في بيئة العمل وأثرها في تحسين الإنتاجية؛
- التعاون والشراكة لتعزيز ثقافة السلامة والصحة المهنية،
- نحو تحقيق بيئة عمل آمنة وصحية كمبدأ وحق أساسي في العمل- دروس مستفادة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
استعرض السيدات والسادة الخبراء؛
في الجلسة الحوارية الأولى:
- تجربة المملكة العربية السعودية في تحقيق متطلبات أهداف التنمية المستدامة 2030 ذات العلاقة في السلامة والصحة المهنية / المهندس ماجد الفويز- أمين عام المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية.
- معايير الصحة والسلامة المهنية وأهميتها وأهدافها./ المهندس يونس الهناني- مدير عمليات السلامة (شركة تنمية نفط عمان).
- معايير العمل العربية ودورها في تحقيق الهدف الثامن لخطة التنمية المستدامة./ الدكتورة.رانية رشدية – القائم بأعمال مدير المعهد العربي للصحة والسلامة المهنية/ منظمة العمل العربية.
- الصحة والسلامة المهنية وغايات التنمية المستدامة ..التكامل المأمول./ الدكتور أحمد الشطي -استشاري الطب المهني والبيئي- وزارة الصحة بدولة الكويت
في الجلسة الحوارية الثانية:
- الطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي وأثرها على الصحة والسلامة المهنية/ حسين بن حبيب اللواتي- مهندس ميكانيكي متخصص -شركة أسبار للذكاء الاصطناعي
- ابتكارات الجيل الجديد في مجال الصحة والسلامة المهنية/ أحمد بن جميل الرواحي-مدير جودة الصحة والسلامة والبيئة بمجموعة أسياد و/ سلطان بن سعيد المقبالي- رئيس قسم الصحة والسلامة والبيئة
- تحديات الصحة والسلامة المهنية وفرصها في عصر التطورات العلمية والابتكارات التكنولوجية الكبرى. الدكتور سعيد أرناؤط – مستشار إقليمي في الصحة المهنية والفئات الخاصة في منظمة الصحة العالمية سابقاً.
في الجلسة الحوارية الثالثة:
- الأخطار النفسية-الاجتماعية المرتبطة بالعمل، تدابير الوقاية والتحكم/ الدكتور سعيد أرناؤط – مستشار إقليمي في الصحة المهنية والفئات الخاصة في منظمة الصحة العالمية سابقاً.
- تعزيز المرونة النفسية في بيئة العمل، الخطوات والنتائج./ الدكتورة آمال بنت عبدالله آل بو سعيدي- طبيب استشاري أول في الطب النفسي والرئيس التنفيذي ومؤسس أكاديمية الحياة.
- من الرفاهية إلى الانتاجية والاستدامة في بيئة العمل :برنامج مشورة./ الدكتور مهند العصفور- رئيس مجلس إدارة إنجاز للتنمية
في الجلسة الحوارية الرابعة:
- الحماية الاجتماعية ضد مخاطر إصابات العمل والأمراض المهنية./ مازن بن عبدالله التوبي – رئيس قسم التفتيش على إصابات العمل والأمراض المهنية.
- دور المجتمع لتعزيز ثقافة السلامة والصحة المهنية لتحقيق الأهداف (الفرق التطوعية تكامل وجهود) – يعرب بن خلفان السناني – شريك مؤسس ونائب رئيس فريق عمان للسلامة والصحة المهنية والبيئة.
- الصحة المهنية أداة للمبادرات المجتمعية/الدكتور أحمد الشطي-استشاري الطب المهني والبيئي- وزارة الصحة بدولة الكويت
في الجلسة الحوارية الخامسة: تجارب ودروس مستفادة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية
- محمد سالم سواد/ رئيس قسم اشتراطات الصحة والسلامة المهنية- وزارة الموارد البشرية والتوطين – الإمارات العربية المتحدة
- المهندس هاني عباس محفوظ/ رئيس قسم السلامة المهنية بوزارة العمل -مملكة البحرين
- المهندس ماجد الفويز/ أمين عام المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية – المملكة العربية السعودية
- أسعد سليمان الرحبي رئيس قسم السلامة بدائرة السلامة والصحة المهنية – سلطنة عمان
- عبدالله هادي المري- مشرف صحة وسلامة مهنية – دولة قطر
- المهندسة غدير عبدالوهاب الظفيري مهندس اختصاصي بإدارة المركز الوطني للصحة والسلامة المهنية- دولة الكويت
اختتم الملتقى أعماله بمجموعة من التوصيات نذكر بعضاً منها:
- دعوة منظمة العمل العربية إلى إعداد دليل استرشادي حول المؤشرات الاساسية لقياس اداء الصحة والسلامة المهنية (KPIs) وتدريب المعنيين في الدول العربية على استخدام المؤشرات وطرق القياس والتحليل والتحسين.
- أهمية العمل على خارطة طريق وخطة عمل مشتركة لتطوير واقع السلامة والصحة المهنية في دول الخليج مع ضرورة استمرار مثل هذه الملتقيات لنقل التجارب والخبرات بين دول المنطقة.
- مد الحماية التامينية ضد مخاطر إصابات العمل والأمراض المهنية لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي العاملين في غير دولهم من دول المجلس .
- الاستمرار في تحديث التشريعات واللوائح الخاصة بالصحة والسلامة المهنية في العمل بما يتوافق مع أفضل المعايير الدولية، والعمل على توفير التدريب والدعم الفني للعاملين في مجال السلامة المهنية في العمل.
- تعزيز الحوار الاجتماعي لدعم ثقافة الصحة والسلامة المهنية في جميع مؤسسات القطاع الخاص والعام، بحيث يجب أن تكون السلامة المهنية أولوية في كل مؤسسة، وأن يكون جميع الموظفين على دراية بمخاطر العمل وكيفية الوقاية منها، وأن يكون هذا الحوار مبني على أسس علمية وعملية.
- تكريم المؤسسات والأفراد الذين يسهمون في تعزيز السلامة المهنية في العمل على مستوى دول مجلس التعاون.
- تشجيع الاستفادة من الابتكارات التقنية الحديثة لتطوير ادارة الصحة والسلامة المهنية ونشر وتوثيق قصص النجاح.