في مناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، الذي اعتمدته الأمم المتحدة ليكون في يوم 12 يونيو/ حزيران من كل عام، وتواصلا مع الجهود الإقليمية المبذولة من أجل إعمال وصون حقوق الأطفال المنخرطين في سوق العمل، تصدر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالشراكة مع كل من منظمة العمل العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية بيانا مشتركا، هذا نصه:
لازلنا نحن الشركاء – الأمانة العامة لجامعة الدول العربية و منظمة العمل العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية – نؤكد بأن قضية عمل الأطفال من الضروري أن تتبوأ أولوية خاصة في الخطط والبرامج والسياسات التنموية، باعتبارها قضية تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الأطفال، وسببا مباشرا في حرمان هؤلاء الاطفال من طفولتهم وتعليمهم ونموهم نموا سليما، بل وتعريضهم للأخطار الجسيمة والأمراض والعنف والإستغلال.
وقد شهدت قضية عمل الاطفال اضطرادا في الأعداد، حيث تشير التقديرات الدولية إلى وجود أكثر من 160 مليون طفل يعملون في جميع أنحاء العالم نصفهم يعملون في أعمال خطرة ،مع ظهور أنماط جديدة من أسوأ أشكال عمل الأطفال، وذلك يرجع إلى ما يمر به العالم – خاصة خلال العقد الأخير – من أزمات ومستجدات كان تأثيرها الأشد فتكا على الأطفال، وذلك باعتبارهم أولى ضحايا الأزمات والطوارئ، ومنها استمرار حالة الصراعات والنزاعات التي تشهدها المنطقة وتسببت في ارتفاع حالات اللجوء والنزوح خاصة بين الأطفال، فضلا عن الحرب الروسية – الاوكرانية (الحرب الدائرة الآن) التي تسببت في أزمة اقتصادية عالمية وارتفاع عدد الأسر التي تعاني، وكذا تداعيات جائحة كورونا الذي سيمتد أثرها إلى أجيال قادمة، ومؤخرا ما أكدته التقارير الدولية من أن قضايا التدهور المناخي سببت أزمة في حقوق الأطفال لتأثيرها المباشر وغير المباشر عليهم، خاصة الأطفال الذين يعملون تحت ظروف قاسية مناخيا أفقدتهم الكثير من المتطلبات الأساسية للحياة .
ومنذ أن أصدرنا في العام 2019 دراسة “عمل الأطفال في الدول العربية” التي تم اعتمادها من قِبَل مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في دورته (38)، والقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة المنعقدة ببيروت في يناير من العام نفسه؛ لتكون وثيقة استرشادية لدعم جهود الدول الأعضاء للقضاء على ظاهرة عمل الأطفال، ونحن نولي اهتماما متناميا نحو تسليط الضوء على الانتهاكات المتعلقة بظاهرة عمل الأطفال في المنطقة العربية، وبذل المزيد من الجهود والشراكات من أجل حماية حقوق الأطفال العاملين، استناداً إلى الاتفاقيات والمواثيق الدولية والإقليمية، ومع ماورد في أهداف التنمية المستدامة.
وادراكا بخطورة عمل الأطفال خاصة الأسوأ منه ، وامتدادا للجهود المبذولة للحد منه عربيا، فقد عقدنا (جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية) مع شركاء على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، ندوة عربية حول “عمل الأطفال وجائحة كوفيد – 19″ في العام 2021، وكذلك الورشة الإقليمية بعنوان”عمل الأطفال في المنطقة العربية والتغيرات المناخية ” في العام 2022، وسننظم خلال هذا العام 2023 ورشة عمل حول “عمل الأطفال في ظل الأزمات والطوارئ”، وذلك سعيا نحو تعزيز العمل العربي المشترك من أجل القضاء على عمل الأطفال عربيا، وبلورة مقترحات يمكن أن تسهم في بناء مسار نحو عالم أكثر استدامة وصونا لحقوق أطفالنا الذين هم مستقبلنا.
للإطلاع على دراسة “عمل الأطفال في الدول العربية” يمكن زيارة: