المطيري: ” رأس المال البشري محور التنمية ومقصدها “

استهل سعادة المدير العام لمنظمة العمل العربية كلمته في الجلسة الافتتاحية للدورة 49 لمؤتمر العمل العربي مرحباً بأصحاب المعالي والسعادة السادة الوزراء ورؤساء وأعضاء الوفود على أرض الكنانة التي صانها الله وحفظها عبر الأزمان، قائلاً: “هنا على هذه الأرض يُصنَع التاريخ ويَخُطُّ المستقبلُ طريقه في تناغم أزلي يأسرُ القلوب، ويستهوي العقول، فيجدُ كل زائرٍ لها غايته ويغادرها وهو يحلمُ بالعودةِ في أقربِ الآجال”

متقدماً لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، بأسمى عبارات الشكرِ والتقدير لرعايته أعمالَ المؤتمر، مشيداً بالبرامجِ والمشروعاتِ التنموية العظيمة التي أطلقها مستثمراً الإمكانات والطاقات البشرية والتي كان لها بالغُ الأثرِ في إيجاد الكثير من فرص العمل للشباب المصري، مثمناً قرار إنشاء صندوق إعانة الطوارئ للعمالة غير المنظمة، ومشروع قانون العمل الجديد الذي يعالج الكثير من الإشكاليات لضمان حقوق العمال وأصحاب العمل، في إطار السعي لتنفيذ رؤية مصر 2030. مرحباً بعودة سورية إلى شغل مقعدها في جامعة الدول العربية، واستئناف مشاركة الوفد الحكومي في مؤتمر العمل العربي محيياً مساعي معالي الأمين العام المتواصلة في لمّ الشمل العربي، ومبادراته الإيجابية لرأب الصدع بين الأشقاء والفرقاء لإنهاء الصراعات الداخلية التي تقوض مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دولنا العربية. مهنئاً المملكة العربية السعودية على النجاح المتميز الذي تكللت به القمة العربية في جدة. متمنياً النجاح للجمهورية الإسلامية الموريتانية في توليها رئاسة مؤتمر العمل العربي لهذه الدورة، كما أشار إلى الصعاب التي تمر بها أمتنا العربية من اضطرابات وأزمات سياسية واجتماعية واقتصادية وصحية كان لها بالغ الأثر على المسار التنموي لعدد من الدول العربية، كما تسببت الأزمات المتلاحقة في ركود اقتصادي عالمي وارتفاع معدلات التضخم وأسعار الغذاء مع تعطل سلاسل الإمداد، وتدني الأجور، وبين هذا وذاك تقف دولنا العربية أمام تحول جذري ومتسارع في عالم العمل أحدثته ثورة الذكاء الاصطناعي التي باتت ترسم مستقبل فرص العمل وطبيعة المهن الجديدة عالمياً لتحمل في طياتها التهديدات بإلغاء وظائف واستحداث أخرى، مضيفاً: “نحن اليوم على أعتاب فرصة حقيقية للحاق بالركب ومواكبة الثورة الرقمية والتكنولوجية واستغلالها بالشكل الذي يتناسب مع واقع دولنا العربية، واضعين نصب أعيننا رأس المال البشري باعتباره محور التنمية ومقصدها لنحافظ على ازدهار ورفاه مجتمعاتنا، وفق سياسات متوازنة ومستدامة أساسها الحوار الاجتماعي بين أطراف الإنتاج الثلاث والجهات الفاعلة على المستوى الوطني”.

المطيري: “الحوار الاجتماعي اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى”

نوه سعادته على أهمية موضوع تقريره لهذه الدورة” الحوار الاجتماعي بين تحديات الحاضر وآفاق المستقبل لمناقشة سبل تعزيز آليات النهوض بالحوار الاجتماعي كخيار استراتيجي أمثل لإيجاد الحلول ومعالجة الاختلالات من خلال تطوير مضامينه ومأسسته لمواجهة التحديات التنموية، واستثمار دوره في خلق المسارات والتفاهمات التي تضمن مصالح أصحاب العمل وحقوق ومكتسبات العمال، كما تضمن للحكومات تيسير تنفيذ خططها وبرامجها وسياساتها الاقتصادية والاجتماعية والتنموية من خلال عقد اجتماعي شامل يمثل أرضية مشتركة توحد الرؤى والأهداف وتحدد التزامات كل طرف بما من شأنه تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان مستقبل آمن وعادل ومستدام.

كما أكد سعي منظمة العمل العربية لدعم أطراف الإنتاج الثلاثة في الدول العربية لتعزيز مبادئ العمل اللائق، وتوفير فرص عمل منتجة ومستدامة،من خلال تطوير وتحديث تشريعات العمل العربية بما يتواءم مع متغيرات عالم العمل للوصول إلى مستويات متماثلة تحفظ حقوق العمال وأصحاب العمل، وتنظم علاقات العمل، من خلال عرض مشروعين لاتفاقية وتوصية عربية بشأن الأنماط الجديدة للعمل وكذلك مشروع تعديل الاتفاقية رقم 9 بشأن “التوجيه والتدريب المهني”.

“بالفطرة نحن فلسطينيو الانتماء والهوى”

 أما فيما يتعلق بالمستجدات على الساحة الفلسطينية أضاف سعادته أن فلسطين” حاضرة دائماً في ضميرنا، متربعة أبداً على عرش قلوبنا، وها هي القدس والمسجد الأقصى وغزة ونابلس وجنين كلٌ يستجدي فينا عروبتنا وانتماءنا، وكل شبرٍ من هذه الأرض المباركة يتساءل.. من يوقف العدوان؟”. كما ندد بالتصعيد العسكري الأخير لقوات الاحتلال واستهدافه الأحياء السكنية بعد حصارها، مطالباً بإدانة جرائم الاحتلال والممارسات الهادفة إلى طمس عمق جذور الهوية الفلسطينية، وتحريف أصالة المعالم الحضارية والروحية، والتضامن الكامل مع عمال وشعب فلسطين، ودعم صمودهم إزاء العدوان الوحشي المتواصل، وحقهم المشروع في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، مشيراً إلى اجتماع الشركاء لدعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية الفلسطينية للتشغيل، وأهم مخرجاته، مختتماً كلمته بالتمنيات للجميع بطيب الإقامة، آملاً من الله تعالى التوفيق والسداد للخروج بقرارات توازي حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق أطراف الإنتاج الثلاثة لما فيه مصلحة الأمة العربية.

 

مواضيع ذات الصلة