نقف تحية إجلال وإكبار للسواعد التي بَنَت فأحسنت ، وصنعت فأتقنت ، وعملت فأرست قواعد راسخة للتنمية والتقدم والازدهار في أوطاننا، ومازالت تكافح وتناضل وسط رياح التقلبات العالمية العاتية مواصلة جهودها لتصويب الشراع نحو بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
في يوم العمال العالمي 2023 تثمن منظمة العمل العربية عالياً صمود أبناء الطبقة العاملة في الدول العربية ، أمام التحديات التي فرضتها تداعيات الأزمات العالمية المتتالية والتي فاقمت من معاناة الفئات الهشة والضعيفة من العمال وخاصة في القطاع غير المنظم والقطاعات الأكثر تأثراُ، بما في ذلك ارتفاع معدلات التضخم وعدم اليقين وتباطؤ الاقتصاد العالمي مما زاد من معدلات البطالة والفقر، ومحدودية الوصول للحماية الاجتماعية، في ظروف عمل غير مستقرة وغيرآمنة، وتؤكد المنظمة التزامها بحماية حقوق العمال والحفاظ على مكتسباتهم، وتحسين ظروف وشروط بيئة عملهم. وتتعهد بمواصلة دعم جهودهم لبناء مستقبل أكثرعدلاً وإنصافاً للجميع.
عالم العمل اليوم أمام منعطف تاريخي مع توالي الأزمات الصحية والاقتصادية والاجتماعية ولايمكن لأي طرف من أطراف الإنتاج أن يحقق تعافيًا مستداماً بمفرده ، فالوضع الراهن يتطلب تضافر الجهود من خلال تعزيز الحوار الاجتماعي بين الحكومات ومنظمات أصحاب العمل والعمال؛ والعمل في شراكة متسقة من أجل تحقيق الأهداف المشتركة ، وبهذه المناسبة تدعو المنظمة أطراف الإنتاج الثلاثة في الدول العربية للعمل معاً على منبر المنظمة الأول للحوار الاجتماعي العربي – العربي لبناء أسواق عمل عربية متكاملة أقوى وأكثر صموداً ومرونة ، توفر فرص العمل اللائق والحماية الاجتماعية وتتيح أماكن عمل أكثر شمولية وتنوعًا ، وتسهل الوصول إلى التدريب المهني المناسب وتنمية مهارات وقدرات العمال ، وتأهيلهم بما يتوافق مع متغيرات أسواق العمل والتطور التكنولوجي والتحول نحو اقتصادات جديدة في الدول العربية . ومع تعديل إعلان المبادئ والحقوق الأساسية في العمل وإدراج بيئة عمل آمنة وصحية كمبدأ وحق أساسي، تؤكد منظمة العمل العربية على مواصلة سعيها لتحسين شروط وظروف العمل وتأمين بيئة عمل آمنة وصحية في مكان العمل .
في هذه المناسبة الخالدة ، لابد أن نستذكر النضالات التاريخية لأبناء الطبقة العاملة العربية عبر عقود طويلة وكفاحهم وتضحياتهم واستبسالهم لتحقيق المكتسبات التي نشهدها جميعاً اليوم ، ووفاءً لرواد الحركة العمالية العربية ، تتعهد منظمة العمل العربية بالالتزام بالثوابت القومية التي نص عليها ميثاقها ودستورها ومواصلة دعم اتحادات العمال في الدول العربية ، والتضامن مع العمال وتعزيز حقوقهم وصون كرامتهم والسعي بكل جهد لتصويب المسار نحو الهدف 8 من أهداف التنمية المستدامة 2030 ” تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام والعمالة الكاملة والمنتجة والعمل اللائق للجميع”.