رحب سعادة المدير العام بأصحاب المعالي والسعادة السادة الوزراء ورؤساء وأعضاء الوفود في مصر المحروسة، واحة السلام والأمان، حاضنة العرب على مر العصور والزمان، داعياً إياهم أن يتلمسوا عظمة التاريخ وروعة النهضة الحضارية الحديثة، ويشهدوا قفزات مصر التنموية الاقتصادية والاجتماعية في مسارها نحو التنمية المستدامة … ورفع باسمه وباسمهم لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، صانع النهضة الحضارية الحديثة أسمى عبارات الشكر والتقدير. لرعايته أعمال الدورة السابعة والأربعين لمؤتمر العمل العربي، معبراً عن الشرف العظيم لتوجيه فخامته كلمة مسجلة مفتتحاً بها أعمال المؤتمر، والذي يؤكد حرص مصرَ وقيادتها الحكيمة الدائم على دعم مسيرة العمل العربي المشترك.
كما رحب “سعادته” بحضور معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وحرصه المتواصل على مشاركته افتتاح مؤتمرات العمل العربي منذ توليه منصبه، والذي يعد جزءاً يسيراً من جهوده المخلصة في سعيه الدائم للمّ شمل الأخوة العرب في بيتهم الكبير، وهنأ جمهورية مصر العربية على توليها رئاسة مؤتمر العمل العربي لهذه الدورة، ممثلةً بمعالي وزير القوى العاملة السيد محمد محمود سعفان متمنياً له التوفيق والسداد،
كما أشار إلى الأوقات العصيبة التي واجهت الوطن العربي جراء جائحة كورونا قائلاً: “فقدنا الكثير من الأرواح والوظائف وساعات العمل، فازدادت معدلات البطالة والتعطل عن العمل، وتسببت جائحة كورونا بتراجع أو انعدام المداخيل وخسائر كبيرة في قطاع الأعمال، وتحدت مكتسبات العمال والتي هي حصيلة عقود من النضال والكفاح، فكانت أشد قسوة على أكثر الفئات حرماناً وهشاشة وخاصة في القطاع غير المنظم والمنشآت الصغيرة والمتناهية الصغر”
مشيداً بما بذلته حكومات دولنا العربية للاستجابة لهذه الجائحة والتخفيف من تبعاتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية من خلال الحِزَم والبرامج التحفيزية ودعم المؤسسات والوظائف والدخول وحماية صحة وسلامة العاملين وأفراد المجتمع، مثمناً تفعيل آليات الحوار الاجتماعي البنّاء بين أطراف الإنتاج على المستوى الوطني، والذي ساهم في إنجاح الإجراءات المتخذة، مضيفاً:” ما زلنا حتى يومنا هذا نرزح تحت وطأة هذه الجائحة ومازال من الصعب علينا تقييم آثارها الاقتصادية والاجتماعية بشكل نهائي، إلا أن المؤكد أنها تمثل عائقاً أمام التنمية، إن لم تتسبب فعلاً في عكس مسارها نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030″.
المطيري: “الأمل معقود على نتائج اجتماعاتنا على المنبر العربي الأول للحوار الاجتماعي”،
مؤكداً على أهمية اغتنام فرصة انعقاد المؤتمر لتوطيد العلاقات العربية وتعزيز التعاون والشراكات لإعادة البناء بشكل أفضل وتحقيق التعافي المستدام من آثار هذه الجائحة، فالتعافي لن يكون لدولة بمفردها بل بتعافي الدول العربية جميعاً.
كما نوه سعادة المدير العام لمنظمة العمل العربية إلى الجهود التي بذلتها منظمة العمل العربية لضمان استمرارية العمل وتقديم الدعم والمشورة خدمة لأطراف الإنتاج في الدول العربية خلال هذه الأزمة، من دراسات وتقارير وعقد الندوات والورش والدورات التدريبية عبر المنصات الالكترونية و رصد وتوثيق الاستجابات الوطنية والجهود الاستثنائية للحكومات العربية، وأطراف الإنتاج في مواجهة الجائحة.
هذا أشار إلى مضمون تقرير المدير العام والبندين الفنيين المدرجين على جدول أعمال الـدورة 47 لمـؤتمر العمـل العربـي، متطلعاً إلى الخروج بقرارات وتوصيات تساهم في الانتقال إلى مرحلة التعافي وإعادة البناء بشكل أفضل، وتصحيح مسارنا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
الدعوة إلى حشد الدعم الكامل لفلسطين والأراضي العربية المحتلة لمساعدتها على الخروج من هذه الأزمة الاستثنائية وسد الثغرات التي عمقتها الجائحة.
شجب “سعادته” الحصار الذي تفرضه سياسات الاحتلال الجائرة في ظل شح الموارد، وتراجع الدعم الخارجي، والتضييق على التنقل والتجارة، ومصادرة الأراضي والموارد الطبيعية فاقم من وطأة الجائحة، التي تسببت في فقد الآلاف من العمال لوظائفهم وتزايد معدلات البطالة.
مضيفاً:” كونوا على يقين بأن كل هذه الأساليب الهمجية والوحشية من قطع الإمدادات وتعطيش الأهالي لأبسط مستلزمات الحياة لن تجدي نفعاً.. فالماء يبقى في باطن الصخور وسيزهر الليمون لا محالة”.
موضحاً إلى أن الأزمة الطارئة لم تثني منظمة العمل العربية عن دعم عمال وشعب فلسطين، فأصدرت بياناً لدعم القدس الشريف وعقدت الملتقى الدولي السنوي للتضامن مع عمال وشعب فلسطين والأراضي العربية المحتلة على هامش الدورة 109 لمؤتمر العمل الدولي رغم انعقاده من خلال المنصات الالكترونية هذا العام.
ودعا إلى حشد الدعم الكامل لفلسطين والأراضي العربية المحتلة لمساعدتها على الخروج من هذه الأزمة الاستثنائية وسد الثغرات التي عمقتها الجائحة. وجدد دعوته لمنظمة العمل الدولية لعقد مؤتمر المانحين لدعم الصندوق الوطني الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية وذلك بالتنسيق مع منظمة العمل العربية.
واختتم المطيري كلمته بتقديم جزيل الشـكر وعظيم الامتنان لأطراف الإنتاج في جمهورية مصر العربية، ووزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية ووزارة الصحة والسكان على توفيرها كافة مستلزمات الإسعاف والرعاية الصحية للحالات الطارئة، وكذلك للتلفزيون المصري واتحاد الإذاعات العربية، ولكلِّ من شارك في التحضير والإعداد والتنظيم للدورة 47 لمؤتمر العمل العربي، متمنياً لجميع الوفود المشاركة الصحة والسلامة وطيب الإقامة في بلدكم الثاني، آملاً من الله التوفيق والسداد لما فيه مصلحة أمتنا العربية .