الثامن من آذار هو اليوم الذي يحتفل فيه العالم بالمرأة التي لعبت على مر التاريخ دوراً حيوياً وحاسماً في التكوين الثقافي والاجتماعي ، وبمرور الأعوام يظهر تأثيرها الفاعل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة ، فقد استطاعت النساء شق مسار جديد عززن خلاله دورهن في صياغة مفردات الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية .
ويعتبر هذا اليوم موعداً لتجديد العهد بالوفاء بكافة حقوق النساء ، حيث أدركت الشعوب أن أوضاع النساء وحقوقهن جزءاً لا يتجزأ من محاور التنمية، فحينما أعتمد المجتمع الدولي أهدافه التنموية المستدامة 2030 وخصص هدفاً مستقلاً بتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات، أعاد الإعتراف بدور المرأة كشريك أساسي في تنفيذ برامج التنمية ، وبما أن المورد البشري هو العمود الفقري الذي تقوم عليه ومن أجله سياسات التنمية فلا يمكن أن تقوم أي جهود تنموية ناجحة في أي مجتمع مع إغفال نصف طاقته البشرية، لذا أصبحت مناقشة قضايا المرأة تتم في إطار أكثر شمولاً، ومن منظور أشد عمقاً برؤية إستراتيجية تنموية ترتكز على ضرورة مشاركة المرأة في التنمية بوصفها عنصراً فاعلاً ومنتجاً في كافة مناحي الحياة .
وإنطلاقاً من رؤية منظمة العمل العربية التي تقوم على المواءمة بين قضايا التشغيل ومضامين التنمية، وفي إطار قناعتها الراسخة بدور المرأة العاملة العربية وإسهاماتها الملموسة في تنمية المجتمع العربي، تؤكد المنظمة على دعمها الكامل والمستمر لحقوق المرأة العربية العاملة وحمايتها من مختلف أشكال التمييز وبذل المزيد من الجهود في التنسيق بين كافة الأطراف الفاعلة من أجل ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص من أجل تمكين المرأة العربية وتعزيز مشاركتها في البناء التنموي .
وإذ نحتفل بهذه المناسبة، يسعد منظمة العمل العربية أن تتوجه للمرأة العربية في كافة أرجاء المعمورة، بتحية إجلال وتقدير على ما قدمته وتقدمه من بذل وعطاء وما تحمله من التزامات تجاه مسئولياتها كمربية نشىء ونموذجاً مشرفاً للمرأة العاملة والتي أضحت مثاراً للفخر والإعتزاز ومثالاً يحتذى به على الصعيدين الدولي والإقليمي .