يحتفل العالم أجمع بيوم المرأة العالمى فى الثامن من مارس- آذارمن كل عام، فهى الأم التى أعدت جيلًا طيب الأخلاق، عظيم التضحيات والبطولات والتطلعات، وهى جامعة الحياة فى البدايات والنهايات، ورائحة الذكريات، وهى الأخت والرفيقة والأسيرة والشهيدة، صاحبة رسالة تتوارثها جيلا بعد جيل، ونسجت خيوطا من الوفاء، وعهدا لا انفصال فيه ولا انفصام وهى الجدة التى غرست فى الأرض ابتسامة وأملا، وصنعت تراثا مزركشا عنوانا من عناوين الوجود التاريخى والحضارى لأجيال تتناقله عبر العصور، وظل أحد أهم ركائز تطور المجتمعات وتحضرها.
وهى الزوجة الحبيبة، والصديقة، حافظة البقاء حتى الأبد، ورفيقة الحياة، وعبقها الدائم المتجدد فى أبدية المكان، وهى النفس، وروح الحياة المنبعثة فى فضاء الكون، وحاضنة الرسالة الإنسانية الخالدة، وجواز عبورها إلى المجد، بابتسامة وثقة، وأمل متجدد مفعم بالحياة.
هى المقاتلة، والمناضلة، والثائرة، المنبعثة نورا وحياة فى الوطن العربي، حارسة الحلم، وضامنة البقاء، وشريكة التنمية في الأوطان.
هى المرأة فى يوم عيدها، ماضية للأمام بخطوات واثقة لا تنظر للخلف بتاتاً، بل تتقدم بجدارة الى الأمام، لتخلع عنها كل ما علق بها معتقدات خاطئة عبر السنين، وما فرض عليها من قيود، مؤمنة بحقوقها التى حفظتها لها كل الشرائع السماوية، ومتسلحة بكل ما أوتيت من قوة وعلم ومعرفة إلى الأمام بلا تراجع، يحدوها الأمل، وثقة المدافع عن الحق.
واليوم، وبعد أن قطعت المرأة شوطا كبيرا إلى الأمام، متخطية العديد من العقبات والحواجز، التى كانت تواجهها، ومفروضة عليها فى السابق، وبعدما أصبحنا نتلمس أثر مشاركتها الفاعلة فى حياتنا، وعلى مختلف المستويات والأشكال، وإسهاماتها الكبيرة فى عمليه النهضة الإنسانية و الثقافية والاقتصادية والعلمية والإبداعية التى كان لها دور مهم وبارز فيها لا يمكن تجاهله، إلى جانب ما قامت به من إبداعات تطورت معها سبل الحياة- فإن منظمة العمل العربية تؤكد أهمية الدور الذى تؤديه المرأة فى سوق العمل، والتأثيرات الإيجابية لمشاركتها على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية، من خلال تشجيعها الدائم على المشاركة، وإيجاد المناخ الملائم لها، وتوفير بيئة العمل المناسبة واللائقة لها .