احمد لقمان فى حفل افتتاح الدورة الرابعة للمجلس المركزي للاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب: إننا اليوم مطالبون بالحفاظ على مكتسباتنا والتعامل مع التحديات بحنكة للوصول بسفينة الأوطان إلى بر الأمان فالبحر الهائج يحتاج للحكمة وبُعد النظر والعمق فى التفكير –
المصدر : وكالة انباء العمال العرب
تاريخ النشر : الأربعاء, 27 شباط – فبراير 2013
كتب بواسطة: وكالة انباء العمال العرب
وكالة انباء العمال العرب:قال أحمد محمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربية فى حفل افتتاح الدورة الرابعة للمجلس المركزية للاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب اليوم الاربعاء انه يسعده المشاركة اليوم فى حفل افتتاح أعمال الدورة العادية الرابعة لمجلسكم الموقر فى القاهرة قلب
العروبة النابض ، هذا البلد الكريم الذى ما انفك يحتضن كل عمل قومى رغم انشغالاته الداخلية ، وأحيي الاتحاد العام لنقابات عمال مصر على دعوتهم الكريمة واحتضان القاهرة لأشغال هذه الدورة الهامة. واضاف:”ويأتى انعقاد هذه الدورة فى وقت تشهد فيه عدد من دولنا العربية حراكا وطنيا تتفاعل فيه كل الأطياف السياسية لترسيخ مسيرة الديمقراطية ودعم نسيج الوحدة الوطنية تمهيداً للانطلاق نحو آفاق التنمية والبناء ودفع عجلة التقدم إلى الأمام ، كما يأتى انعقادها فى فترة زمنية متلاحقة الأحداث والتطورات ، فالواقع يفرض نفسه وآثار المتغيرات الراهنة لايمكن تجاهلها، والغالبية فى منطقتنا تبحث عن وسيلة مثلى لتحقيق تلك الأهداف النبيلة التى سعى إليها المواطن العربى لينشد عملا كريما يدر دخلا لائقا ويبحث عن كرامة فى العيش وعدالة فى التعامل ، لذا فإننا نشهد حوارات وتجاذبات بعضها شديد الوقع لوضع معالم المستقبل، ونتوقع من الحركة العمالية أن تلعب دورا إيجابياً فى هذه المرحلة للتعبير عن مصالح فئة عريضة من المجتمع لها دور هام ورئيسى فى الإنتاج، فالعمال يشكلون أكبر الشرائح الاجتماعية ومنظماتهم هى أكبر وأهم منظمات المجتمع المدنى، والمتغيرات الراهنة وما نتج عنها من آثار ومشكلات تحتاج إلى حوار اجتماعى حقيقى ليسهم الجميع فى الاستقرار وتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تنمية اقتصادية واجتماعية متوازنة…
وقال لقمان : ” إن عقد هذه الدورة العادية للمجلس ليؤكد على ديناميكية العمل النقابى العربى وبقدر الحرص على التئام هذا الجمع المبارك فأن الحرص يجب أن يكون أكثر على حضور الجميع والتشاور مع الجميع دون استثناء ، لاسيما وأننا نعيش مرحلة تتشابك فيها الخيوط وتتداخل، ويختلط فيها نبل الأهداف الوطنية والقومية بتوجهات ورؤى يفرضها الواقع يلزم فهمها وتحليلها حتى لانقع فى المحذور ، كما أن هذه المرحلة تتطلب قدرا عاليا من التوافق والتقارب ولن يتحقق ذلك دون أن نعلى شأن الحوار الهادئ والمعمق لكل القضايا وأن نعزز قيمة التسامح والتصالح مع أنفسنا ومع غيرنا . ذلك من شأنه دعم مسيرة هذا الكيان القومى وتقويته وتعزيزه وتطويره” .
واشار المدير العام الى ان هذا المؤتمر يشكل محطة هامة وبارزة فى مسيرة الاتحاد فى زمن تضاعفت فيه التحديات وتلاحقت فيه الأحداث من أجل تعزيز النهج الديمقراطى أسلوبا وممارسة فى كل مناحى الحياة، وقد كان الثمن لذلك باهظا وهو دماء الشهداء الذين أضاءوا بدمائهم مشاعل الحرية لتضئ للأوطان طريق المستقبل ، وها نحن نتطلع ونأمل أن نشهد ربيعاً حقيقياً يزهر ويثمر بنتائج تبنى ولا تهــدم وتقوى ولا تضعف وتعيد الأمان والاستقرار ليعود الاستثمار ويعود دوران عجلة الإنتاج ، خاصة وأن منطقتنا العربية كانت ولازالت تعانى من أعلى نسب البطالة فى جميع مناطق العالم خاصة بين الشباب ، وهذه النسب تزداد اليوم لضعف الأمان والاستقرار ولأن الترتيبات السياسية استغرقت ومازالت وقتا طويلا على حساب الانغماس فى التعامل مع الملفات الاقتصادية والاجتماعية والتى لايمكن إرجائها طويل”ا ..
وأوضح لقمان الى إننا اليوم مطالبون بالحفاظ على مكتسباتنا والتعامل مع التحديات التى تعيق تقدمنا بحنكة للوصول بسفينة الأوطان إلى بر الأمان والاستقرار ، والبحر الهائج يحتاج للحكمة وبُعد النظر والعمق فى التفكير ويحتاج أيضا إلى حلول مبتكرة وغير تقليدية تعيد التوازن لمجتمعاتنا ، وهذا هو التحدى الجديد الذى تواجهه القيادات على كافة المستويات ومن ضمنها القيادات النقابية العمالية التى لاشك أنها تعانى آثار التحديات الجديدة لمرحلة لم تتضح معالمها ، وهى اليوم أحوج ما تكون إلى الرشد ، فالجميع شركاء فى تحمل المسئولية” .
واضاف لقمان : ” يسعدنى وأنا أخاطبكم اليوم ممثلا لمنظمة العمل العربية التى تشكلون أحد أضلاعها الثلاث ، بل والضلع المستهدف لمجمل الاختصاصات والأهداف التى قامت من أجلها ، والتى يرتبط تاريخها ارتباطا وثيقا بالحركة العمالية العربية التى استطاعت أن تنتزع الكثير من النصوص التشريعية التى تحسن من ظروف وشروط العمل ، كما تمكنت بفضل المعايير العربية والدولية أن يكون لها دوراً بارزا فى تطوير تلك التشريعات بين الحين والآخر ، وهى الآن مطالبة بألا تنكمش على نفسها أو ينصرف اهتمامها إلى أمور فرعية أو أنها تنشغل فقط بالدفاع عن كينونتها .. ولكنها مدعوة إلى تطوير هياكلها ونظمها حتى تتمكن من أن تتفاعل مع هذه المتغيرات وحتى تكون مؤهلة بأن تمارس دورا رياديا فى هذه المرحلة الهامة التى نعيشها وهى أفضل مرحلة يمكن أن يكون للحركة العمالية صوتاً مسموعاً ومكانة مرموقة ، لذا فإن تماسكها ووحدتها يسمح لها أن تلعب دورا هاما فى مرحلة أضحت خلالها السلطات التنفيذية والتشريعية أكثر استعدادا للتعامل مع أطراف الإنتاج الثلاثة ، بل أن بعضها بادر لأبعد من ذلك بالاستماع إلى صوت الحركة العمالية بقلب مفتوح ورغبة حقيقية فى التنفيذ ، وأظنكم تشاطروننى الرأى أن التحولات عميقة وإيقاعات الحركة سريعة ونريد أن ندركها بدلا من أن تدركنا .. ولن يتأتى ذلك إلا بتوحيد الرؤى وتجميع الأفكار والجهود ومشاركة الجميع ، فالجهد الفردى مطلوب لكن لا قيمة له إلا إذا تجمعت الجهود ، عندها يصبح نهرا هادرا بالخير والقوة والعطاء” ..
وقال لقمان إن وجود منظمة عمل عربية قوية ، يحتاج لوجود حركة عمالية قوية ، لأنها أحد مكوناتها الرئيسية .. ولهذا نحرص على دعم وتعزيز دور الحركة العمالية العربية لتحقيق الأهداف النبيلة المشتركة والتغلب على الصعوبات والتحديات معا ، خاصة ونحن نبذل جهودا جبارة من أجل توفير فرص العمل اللائق وبخاصة للشباب ، لمواجهة تحدى البطالة التى تزداد حدتها وخطرها على مجتمعاتنا العربية، وتهدد أمننا القومى ومستقبل أجيالنا القادمة، كما نعمل على تعزيز الحقوق والحريات النقابية وتعزيز الحوار الاجتماعى وصولا لتحقيق العدالة الاجتماعية التى تعتبر حصن الأمان والاستقرار وبدونها يبقى السلم الاجتماعى مجرد سراب خادع بعيد المنال..وإن مواجهة التحديات الراهنة تستوجب منا الانفتاح ومد يد التعاون للجميع للمنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية من منطلق تحقيق أولوياتنا وأهدافنا والاستفادة من تجارب الآخرين ، كما أن علينا الاعتراف بأهمية التطوير ، وأن نساير التحولات القائمة ونستوعبها ، لذا فإنه لا يخفى عليكم الحاجة إلى تطوير نظمنا ولوائحنا ، فالتحولات تستدعى التكيف والتعامل معها بواقعيــــــة وبُعد نظر ، ومن بينها وفى مقدمتها التعددية النقابية ..وكرر “لقمان” الشكر والتقدير للاتحاد العام لنقابات عمال مصر وقيادته على استضافة أشغال هذه الدورة والشكر موصول للأمانة العامة للاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب على دعوتهم الكريمة .